- أهم الأخباراخترنا لكاقتصاد وبنوك

خبير اقتصادي: حرب «الأكواد السرية» تكلف روسيا مليارات الدولارات

قال أبو بكر الديب، الباحث في العلاقات الدولية، أن المتابع للمشهد العالمي هذه الأيام وخاصة بعد اندلاع الحرب الروسية الأمريكية وما تلاها من حرب اقتصادية غربية على روسيا وتمثلت في توقيع عقوبات قاسية من أمريكا وحلفاؤها وخاصة الأوروبيون على روسيا ومصالحها الاقتصادية والتي هزت الاقتصاد الدولي وأحدثت دموع بلا دماء، وكلفت الاقتصاد الروسي مليارات الدولارات.

اقرأ أيضا:

  1. الصين تُرحب بإطلاق المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.. تعرّف على التفاصيل

  2. أسعار النفط تحلق على وقع الحرب بين روسيا وأوكرانيا

  3. أبو بكر الديب يوضح 10 مخاطر تهدد الاقتصاد العالمي في 2022

  4. منظمة تتوقع قطع روسيا لإمدادات الأسلحة من أمريكا والنيتو لأوكرانيا

وأضاف الديب، أن الاقتصاد العالمي والذي تمتلك واشنطن أكواده السرية، اهتزت مؤشرات بعد أن كشرت أمريكا عن أنيابها ولعبت بورقة العقوبات في وجه المارد النووي «موسكو».

وذكر أنه رغم أن الحروب العسكرية في العالم لم تتوقف منذ الحرب العالمية الثانية إلا أن أمريكا جهزت نفسها لحرب أخري هي الحرب الاقتصادية طبعا بجانب حروب أخرب كالحرب السيبرانية وغيرها. مستغلة امتلاكها السلطة المالية والاقتصادية وتحكمها في العملة الدولية الأقوى وهي الدولار في محاولة لإلحاق الدمار الاقتصادي لروسيا مثلما حاولت من قبل مع إيران والصين ولكن هذه المرة بشكل أشد.

وقال إنه في العموم تختلف الأسلحة المستخدمة بالحروب الاقتصادية والتي منها  الحصار الاقتصادي. المقاطعة الاقتصادية، الغزو الاقتصادي، وافتعال الأزمات. والعقوبات الاقتصادية فما بين السيطرة على أسواق العدو بالإغراق والاحتكار لإضعاف الإنتاج. والسيطرة عليه وسيطرة شركات إحدى الدول على خطوط إنتاج وصناعات حيوية في الدول المستهدفة. ومنها أيضا المقاطعة الاقتصادية عبر مقاطعة سلع ومنتجات دولة معينة عبر فرض عقوبات على عمليات الاستيراد والتصدير إليها وأيضا الحصار الاقتصادي ويشمل منع دخول أو خروج السلع للدول العدو وأخيرا الأزمات الاقتصادية للقضاء على مقدرات ومدخرات العدو.

أمريكا تمتلك أكواد الاقتصاد العالمي السرية

وأشار «الديب» إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك تاريخ معقد للغاية مع الحروب الاقتصادية خلال القرن العشرين، حيث كانت أمريكا طرفا في صراعات رئيسية خلال هذا القرن أبرزها الحربان العالميتان والحرب الكورية وحرب فيتنام.

وقال نظرا لأن القوة الاقتصادية في ظل العولمة أصبحت توازي القوة العسكرية. امتلكت أمريكا أكواد الاقتصاد العالمي السرية عبر نظام سويفت. والذي يعتبر سلاحا نوويا اقتصاديا وهو اسم مختصر لجمعية الاتصالات المالية العالمية. بين البنوك مقره في بلجيكا وتديره شركة خاصة منذ عام 1973. وهو عبارة عن وسيط لإرسال أوامر الدفع ونقل الأموال بين البنوك والمؤسسات الدولية عبر حوالي 42 مليون رسالة يوميه. ويضم 11 ألف مؤسسة وأكثر من 200 دولة، ولا تستطيع أي دولة التخلي عنه. وبالتالي عندما تحرم أمريكا أو تخرج أي دولة عنه فإنها تضربها ضربة قوية يمكن أن تشل اقتصادها.

الاقتصاد العالمي استيقظ على ضربة جديدة

وأوضح أن الاقتصاد العالمي استيقظ على ضربة جديدة بعد أن كان يتنفس الصعداء من تداعيات فيروس كورونا، والتي فقد فيها نحو 13.8 تريليون دولار في 5 سنوات، بعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وما رافقها من فرض عقوبات قاسية على روسيا، والتي تسببت فور وقوعها في ارتفاع النفط والغاز والذهب والقمح والحبوب بشكل عام وانخفاض الأسهم وتعثر التجارة العالمية.

وأشار إلى أن أسواق الأسهم حول العالم تكبدت تراجعات حادة، واكتست البورصات العالمية باللون الأحمر، وانهارت الأسهم الروسية، وهوت الأسهم الأوروبية والأسيوية والعربية وانخفض سعر العملة المشفرة بيتكوين، فيما صعدت أسعار الذهب، الذي يعد ملاذا أمنا، وقفزت أسعار النفط حيث صعدت العقود الآجلة لخام «برنت» بأكثر من 6% إلى 100 دولارات للبرميل، في ظل مخاوف المستثمرين من تأثر إمدادات الخام بتطور الأحداث المرتبطة في أوكرانيا.

انقطاع إمدادات الحبوب بسبب التوترات الحالية

وأوضح أن أسعار الشحن قفزت في ظل كفاح مشتري النفط الخام للعثور على شركات شحن مستعدة لإرسال سفنها إلى الموانئ الروسية بسبب عمليات القصف في أوكرانيا وتسببت الحرب في ارتفاع متواصل لأسعار الغاز الطبيعي على المستوى العالمي، وارتفعت أسعار السلع الزراعية حيث تلعب كل من روسيا وأوكرانيا دوراً جوهرياً في استقرار الأمن الغذائي العالمي، وهما يساهمان معاً بحوالي ربع الصادرات العالمية من الحبوب.

وخوفا من انقطاع إمدادات الحبوب بسبب التوترات الحالية، قال الديب إن أسعار العقود الآجلة للقمح ارتفعت على المستوى العالمي بحوالي 10% ، وارتفعت أسعار القمح للمرة الثالثة في أكبر زيادة تاريخية على خلافية الحرب الروسية الأوكرانية، لسجل أعلى مستوى منذ 10 سنوات، وبلغ سعر القمح 344 يورو للطن الواحد لدى مجموعة «يورونكست» التي تدير عددا من البورصات الأوروبية، واقتربت أسعار الذرة من أعلى مستوياتها منذ يونيو 2021، كما ارتفعت أسعار المعادن حيث تسيطر روسيا على إنتاج وتصدير عدد من المعادن على المستوى العالمي، ومنها: الألمنيوم، والنيكل، والبلاديوم، وتفاقم الضغوط التضخمية العالمية، والمرتفعة بالفعل وصعدت أسعار الذهب لأعلى مستوياتها خلال عام، ومن المتوقع أن تشهد أسعار الطاقة بشكل عام والنفط والغاز علي وجه الخصوص ارتفاعا متسارعا مع تصاعد الحرب.

العقوبات الغربية على روسيا لها عواقب قاسية على لاقتصاد الروسي

وقال إن العقوبات الغربية على روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين ستكون لها عواقب قاسية على لاقتصاد الروسي، وضعف الروبل الروسي، ووقف مشروع “نورد ستريم 2 ومن المتوقع أن يقوم مديرو الأموال بسحب السيولة من صناديق سندات الأسواق الناشئة ومنها روسيا استبعاد البنوك الروسية من منظومة المال البريطانية والغربية بشكل عام والتي تمثل مع حلفاءها أكثر من نصف الاقتصاد العالمي، كما ستمنع الروس من الوصول الي الدولار والعملات الاوروبية، مع فصل روسيا عن نظام التحويل المالي العالمي «سويفت».

وأشار أبو بكر الديب إلى أن العقوبات ستنهي الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي وتجمد أصول أكثر من 200 فرد وكيان روسي إضافة لمنع الخطوط الجوية الروسية «إيروفلوت» من الوصول إلى أوروبا وأمريكا، وفرض قيود على التجارة مع موسكو وحظر على الصادرات، وحظر تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج إلى روسيا بما في ذلك المعدات التكنولوجية والرقائق الإلكترونية واخضاع شركة «روستيخ» التكنولوجية ضمن جملة الكيانات الروسية المعرضة للعقوبات.

وقال إن العقوبات تعرقل عمل البنوك الروسية وكذلك شركات الغاز والنفط وعزل الحكومة الروسية عن التمويل الغربي. وقطاعات الخدمات المالية والطاقة والنقل وسياسة التأشيرات والقوائم الإضافية للأفراد الروس ومعايير الادراجات الجديدة. واستهداف 70 % من السوق المصرفية الروسية والشركات الرئيسية المملوكة للدولة. ومنها شركات في مجال الدفاع بالإضافة إلى إدراج المزيد من الروس على قوائم سوداء على خلفية غزو موسكو لأوكرانيا.

روسيا من أكبر منتجي النفط والغاز في العالم

وأكد أن روسيا تعد من أكبر منتجي النفط والغاز في العالم، بطاقة إنتاجية تتجاوز 13 مليون برميل من النفط يوميا. ونحو 680 مليار متر مكعب من الغاز سنويا ويشكل إنتاج روسيا من النفط والغاز 13 و18 % على الترتيب. من الإمدادات العالمية، ونحو 40 % من سوق الغاز الأوروبية.

وذكر أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فرضا عقوبات واسعة النطاق ستؤثر بشكل أكبر على القوة الاقتصادية لروسيا وخسر فاحشو الثراء في روسيا، الذين يصنفون بين أغنى 500 شخص في العالم، 83 مليار دولار، وفقاً لمؤشر بلومبرج للمليارديرات ومع شدة الانهيارات، اضطر المركزي الروسي لوقف التداولات في سوق الأسهم أمس الاثنين، مما يعني أن بعض الخسائر قد تم إبطاؤها وتراجعت أسهم الشركات الروسية المدرجة في لندن، إذ انخفضت أسهم نوفاتيك لإنتاج الغاز، وشركة سيفيرستال لصناعة الصلب، بأكثر من 50% يوم الاثنين بعد أن شددت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى العقوبات وعلاوة على الخسائر الورقية، بدأت العقوبات تقترب من الداخل الروسي إذ أصبح الطيران بطائرات بوينج وجلف ستريم وبومباردييه أكثر صعوبة الآن بعد أن انضم الاتحاد الأوروبي إلى المملكة المتحدة يوم الأحد في حظر الطائرات الخاصة المملوكة لروسيا من مجالها الجوي كما قد تصبح مشتريات الروس السرية للعقارات الراقية في لندن أكثر صعوبة أيضاً، مع تشريعات التتبع السريع في المملكة المتحدة التي تتطلب من مالكي العقارات الأجانب الكشف عن هوياتهم، بدلاً من الاختباء وراء الشركات القابضة وتخطت الخسائر منذ مطلع 2022، نحو الـ83 مليار دولار.

الاقتصاد الروسي خسر 40 مليار دولار من ضمه شبه جزيرة القرم

وأكد أن اقتصاد روسيا البالغ حجمه 1.5 تريليون دولار يعاني بالفعل من العقوبات التي استهدفت البنوك الرئيسية. وقد تمنع بوتين من الوصول إلى الجزء الأكبر من احتياطيات البنك المركزي التي تزيد عن 640 مليار دولار. وهناك خسائر بالمليارات بعد انسحاب عملاق النفط البريطاني «بي بي» من روسيا. وتصل حصة المجموعة البريطانية في رأس مال شركة «روسنيفت» الروسية إلى 19.75 %. وهو ما يجعل الانسحاب ضربة قاسية للاقتصاد الروسي.

وأكد أن الاقتصاد الروسي خسر في عام 2014 عن ضمه شبه جزيرة القرم جراء العقوبات الغربية 40 مليار دولار.

فيما أعلنت روسيا أنها سترد بقوة على العقوبات الأمريكية المفروضة عليها. مشيرة إلى أن هذا الرد لن يكون بالمثل بالضبط، مؤكدة أنها قادرة على تقليص الأضرار الناجمة عن العقوبات.

نون القاهرة

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

زر الذهاب إلى الأعلى