
حسين حلمي يكتب: وضاعة النفس
يُردد الناس كلمتين كثيراً للإشارة عن عدم فهم ما يحدث أمامهم من أحداث، هذا الفهم يتفق مع المراد من هاتين الكلمتين في معاجم اللغة وهما «حيص بيص»، إذ يُقصد منهما اللبس والخلط.
وهناك وصف أخر لها وهو تعبير عن جحر الفأر الضيق، وكانا يُطلقان على الشاعر العباسي المُلقب بشهاب الدين، حيث كان الرجل رغم بلاغته يَطرح العديد من المسائل الخلافية في شعره، مما يوقع الناس في اللبس والاختلاط بين المقاصد التي يرغب في إيصالها للناس، فأطلقوا عليه هذا اللقب شاعر الحيص بيص.
ويُذكر له أبيات لا أرى فيها أي لبس، وهي «إنَّ البَغيضَ لهُ عينٌ تُكَشِّفُهُ. لا تَسْتطيعُ لما في القلْبِ كِتْمانا. فالعينُ تَنْطِقُ والأفْواهُ صامِتَةٌ. حتى تَرى منْ ضَميرِ القلبِ تِبْيانا».
هؤلاء الجبابرة الذين يُدخلونا في جحر الفأر الضيق، مهما حاولوا من كتمان أمورهم في السيطرة تفضحهم عيونهم، والتاريخ به الكثير من الوقائع التي ترشدنا بأن الإنسان لا يحيا في الدنيا من غير عزة وقوة يدافع بها عن نفسه حتى لا يعيش عيش الموت.
فلتسقط وضاعة النفس وحُب المال وحُب الدُنيا وحُب المناصب، فكله إلى زوال ولن يبقى إلا ذكرُك في التاريخ الشفوي للبشر الذي لا يعرف غير الحق.
لم نقصد أحد!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية