
حسين حلمي يكتب: مهن في طريقها للزوال
هناك مهن تتلاشى بسبب عدم تجديد العاملين فيها. فقد اختفى «الصبيان» من ورش ومحلات الحرفيين، حيث كانوا يتعلمون المهنة لدى الأسطوات.
عند سؤال الأسطى عن مصيرهم، تجد أنهم اتجهوا إلى العمل في قيادة «التوكتوك» لأن الربح هناك أكبر بكثير مما يحصلون عليه في الورشة.
هذه المعضلة لا تقتصر على الحرفيين بل تمتد أيضًا إلى بعض المهن الحرة في بلدنا. حديثي التخرج يعزفون عن التدريب في المكاتب، مثل مهنة المحاماة، مكتفين بالكارنيه النقابي بسبب قلة المكافآت المالية.
الجميع يعاني من نفس المشكلة، سواء الصبيان أو أصحاب الحرف أو المكاتب والخريجين، نتيجة ارتفاع نسبة التضخم التي تؤثر على قيمة العملة، حيث لم يعد دخلهم يكفي لتغطية المواصلات أو الاحتياجات الأساسية.
هذه الأوضاع تعيق تجدد الدماء في الحرف والمهن، مما يجعل المجتمع ككرة ثلج تتضخم وتصبح أكثر خطورة وتأثيرًا مع مرور الوقت. ما يحدث الآن هو تراكم قد يؤدي إلى تصادم خطير.
التاريخ يحذرنا دائمًا من مخاطر عدم تلبية احتياجات الناس الأساسية مثل «لقمة العيش»، والتي تؤثر بشكل كبير على استقرار الدولة. لذا من الضروري التحرك بسرعة لتخفيض التكاليف حتى لا تواجه المجتمع نفس مصير المهن والحرف المنقرضة.