
حسين حلمي يكتب: غافلون أمام لصوص الفرص
هناك أشخاص يتحدثون بعد أن يكون الوقت قد فات، وليتهم لا يتحدثون على الإطلاق. هذا النوع من الأشخاص، دون شك، ينتمي إلى فئة الحمقى الذين يظنون أن الثقة المنكسرة يمكن استعادتها بسهولة بعد كل فشل أو تأخير.
لا يدرك هؤلاء أن عامل الوقت حاسم تمامًا، فهو كالسيف؛ إن لم تستخدمه بحكمة، كان وبالًا عليك. ورغم إخفاقاته المتكررة، يستمر في مطالبتنا باتباعه وكأنه يمتلك سر النجاح، معتقدًا أنه يجلس على كنز لا ينضب، مما يدفعه إلى التخلي عن الجهد والتطوير، متوهمًا أن الكيان الذي يرأسه سيحصل على كل شيء دون بذل أي جهد.
في المقابل، نجد كيانات أخرى مشابهة في قمة نشاطها وعزمها، تسعى بكل قوتها للفوز والتفوق. هذه الحالة تجعلنا نستحضر واحدة من الحكايات التي كانت تُروى لنا في طفولتنا قبل النوم، ولكننا نعيد سردها اليوم لهؤلاء لعلهم يصحو من غفلتهم.
تقول القصة: «يحكى أن لصًا اقتحم منزلًا بينما كان صاحبه نائمًا. وعندما استيقظ صاحب المنزل وشعر باللص، قال في نفسه: سأنتظر حتى أتمكن من الإمساك به متلبسًا. لكنه في انتظار اللحظة المناسبة غلبه النوم، وعندما استيقظ وجد أن اللص قد سرق كل شيء. فأخذ يلوم نفسه نادمًا على تفويته الفرصة».
وهذا بالضبط ما يفعله هذا الشخص المتردد، يعيش على أملٍ واهن بأنه سيحقق شيئًا في النهاية له أو للكيان الذي يقوده، دون أن يدرك أن الانتظار بلا عمل يعني خسارة كل شيء.
لم نقصد أحدًا!!