
حسين حلمي يكتب: دور الدراما في تشكيل وعي الشباب
عند التأمل فيما يُعرض علينا من دراما وبرامج، نجد أنها كثيرًا ما تسعى إلى غرس قيم الاستسلام والرضا بالواقع دون السعي للتغيير أو الطموح. يتم تصوير الأثرياء في معظم الأحيان كأشخاص فاسدين أو غارقين في الشر، وكأن الطريق الوحيد للوصول إلى المال هو طريق الحرام.
تُرسخ هذه الصور النمطية فكرة أن الأغنياء يعيشون في عالم ملؤه القلق والخوف على أموالهم، بينما الفقراء وحدهم ينعمون براحة البال والنوم المريح.
تُمارس هذه الأعمال تأثيرًا نفسيًا عميقًا من خلال التلاعب بمشاعر المشاهدين، حيث تروج لفكرة أن القيمة الحقيقية تكمن في السمعة والأخلاق وليس في المال، وأن الثراء يجلب معه الهموم والمآسي.
أما الفقير، الذي يقنع بواقعه، فهو من يتمتع بالسعادة وصفاء الذهن. بالإضافة إلى ذلك، تحصل هذه الأعمال على استحسانٍ واسع وجوائز مرموقة، مما يعزز رسائلها المضللة ويدعو الجمهور إلى القناعة المفرطة والاعتماد على القدر بدلًا من العمل والاجتهاد.
حتى العلم لم يسلم من هذه الفلسفة، حيث عُقدت مقارنات عشوائية بينه وبين المال، باعتبارهما متضادين لا يمكن التوفيق بينهما. تم تصوير الجهل كنعمة مقابل تصوير السعي والتعلم كعبء!
هذه الرسائل المبطنة تُساهم في إنتاج أجيال متهالكة، غارقة في الكسل، تفتقر إلى الطموح وروح الوطنية والمبادرة.