
حسين حلمي يكتب: خطر الأجندات الخارجية
نظرية المؤامرة وإثارة الفتن تمثل جزءًا من التحديات التي حُذرنا منها في تعاليمنا الدينية. فقد قال الله في كتابه الكريم: «يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ». هذا التحذير يؤكد أن الإنسان منذ بداية الخلق كان عرضة للمؤامرات، سواء كانت من الشيطان الأكبر أو من وكلائه بين البشر.
اليوم، تجد المنطقة العربية نفسها في خضم مؤامرة كبرى تهدف إلى تغيير الهوية وطمس القيم. تُستخدم وسائل الإعلام، من أفلام ومسلسلات وبرامج تلفزيونية، للترويج لأفكار مثل المثلية والتحول الجنسي، وتقديمها كجزء من الحريات الفردية التي يُمنع الاعتراض عليها. بل إن من يعارض هذه الأفكار يُتهم بالتخلف عن الحضارة والتقدم.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك محاولات مستمرة من قوى خارجية، مثل ما يقوم به ترامب وغيره من قادة الدول الكبرى، للهيمنة على المنطقة واستغلال مواردها لصالحهم.
والأسوأ أن بعضًا من أبناء المنطقة يدافعون عن هذه الأجندات الفكرية ويبررونها، متغافلين عن تأثيرها السلبي في مجتمعاتنا. هؤلاء يتهمون من يرفض تلك الأفكار بالرجعية والخيانة، ويعملون على زرع الفُرقة بين أفراد المجتمع وتشويه صورة الوطن.
هذه الأيديولوجيات المستوردة تهدف إلى تفكيك أسس المجتمعات السليمة وإضعاف قدرتها على الصمود أمام التأثيرات الخارجية. والأهم هو الخطر الناتج عن غياب الوعي بأهمية الحفاظ على الهوية والقيم التي تشكل أساس أي مجتمع قوي ومتماسك.