- أهم الأخباراخترنا لكنون والقلم

حسين حلمي يكتب: ثمن البقاء على العروش

فجأة، ظهر أمامي صديقي حنظلة، متشابك اليدين خلف ظهره وعيناه متجهتان نحو السقف، يهمهم بكلمات مبعثرة، مثل: لماذا يدفعون كل هذه الأموال لهذا الكاوبوي؟ حاولت أن أهدئه وقلت له: مهلاً يا صديقي، وضح لي ما الذي تقصده.

فقال: لقد سمعت ما قلته لأنني في الحقيقة لست سوى صدى صوتك. أنا فقط أطرح سؤالاً: لماذا تنفق هذه المبالغ الطائلة التي تُقتطع من مستقبل أطفالهم؟ حينما تشح هبات الأرض، سيكون ذلك بمثابة نهاية لتلك الدول؛ لأنها تعتمد بالكامل على هذه العطايا الإلهية، بدونها، لن يستمر لشعوبها هذا النمط السهل من الحياة الذي ينعمون به الآن.

هؤلاء الحكام يبدو أنهم لا يعرفون متى يجب أن يتوقفوا عن الإنفاق، وربما سيكتشفون لاحقاً إن كان ذلك ضرورياً أم مجرد وهمٍ كانوا يعيشونه.

قلت له: تمهل يا حنظلة، هناك من السياسيين من يبرر هذه التصرفات بالقول إن الحكام يدفعون لتأمين بقائهم وبقاء أبنائهم على كراسي الحكم، أما المسؤولون المحيطون بهم، فهم لا يزيدون عن كونهم مجرد ديكور يعكس صورة شكلية للدولة.

سكان تلك الدويلات أنفسهم قلة قليلة، وكأنهم يعيشون في مدن أشبه بالمشاهد المصممة لتصوير الأفلام، حيث تخضع لمخرجات عمل محددة الشكل والمضمون. المخرج هنا هو الكاوبوي، الذي يتقاضى ثمن استمرار هؤلاء على عروشهم في هذه المنطقة.

لكن يبدو أن كلامي لم يرق لحنظلة، فأعاد الحديث بنبرة واضحة وقال: من يملك أمر ماله فهو لم يظلم، لكن المشكلة.. أن المال ليس مالهم!.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى