
حسين حلمي يكتب: ترامب بين التراجع وفرض الاستثناءات
السياسة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال فرض رسوم جمركية عالية تهدف لحماية الصناعات الأمريكية من المنافسة الأجنبية. هذه الدول تقدم منتجاتها في السوق الأمريكية بأسعار أقل وغالباً بجودة أفضل.
الرئيس يرى أن حماية الصناعة الوطنية تتطلب مثل هذه الضرائب، لكن العديد من الاقتصاديين في أمريكا وخارجها يعتبرون هذه القرارات كارثية على الاقتصادين الأمريكي والعالمي.
يسترجعون ذكرى انهيار الاقتصاد الأمريكي في القرن الماضي، حيث فجرت «الأزمة الكبرى» بانهيار البورصة فيما عرف بـ «الخميس الأسود». خلال أيام، فقدت الأموال قيمتها، وأصبح الرخاء الأمريكي وهمًا، وتوقفت المصانع وأغلقت البنوك أبوابها.
يعزو بعض الاقتصاديين تلك الأزمنة العصيبة إلى قرار الكونجرس الأمريكي بفرض رسوم جمركية على أكثر من 20 ألف سلعة بهدف معلن هو حماية الاقتصاد، لكن كانت النتيجة كارثية، وساهمت في انهيار الديمقراطية الألمانية وصعود الحزب النازي بقيادة هتلر، مما أطلق شرارة الحرب العالمية الثانية.
يشدد الاقتصاديون على أن الأزمات غالباً ما تكون ناتجة عن سوء إدارة القادة الذين يسعون للتميز دون وعي أو دراسة دقيقة لقراراتهم. نتيجة لهذه المخاوف، بدأ ترامب في التراجع، سواء بالتأجيل أو تقديم استثناءات.