نون والقلم

حسين حلمي يكتب: النمر والإمبراطور

كل الكلمات تظل حروف باردة على الورق أو أصواتاً خارجة من الحنجرة في غياب الهمة والقدرة على الفعل.

كل الكلمات المكتوبة في دساتير الدنيا وقوانينها لا أهمية لها في غياب رجال ونساء قادرين على تجسيدها على الأرض.

الفعل هو الأصل في حياة البشر وأقصى ما يمكن أن تفعله الكلمات هو الإشارة إلى الفعل من بعيد. هكذا كتب الكاتب «علي سالم» في مقال له باسم «النمر والكلمات» ويحكي فيه أن نمراً قرر أن يهاجم البشر ولجأ القرويون إلى الإمبراطور شخصياً.. وكان ديمقراطياً، لا يغلق باب قصره أمام الرعايا.

فأمر الإمبراطور بإصدار قراراً كتب فيه «من الإمبراطور العظيم إلى نمر الغابة المتوحش، بموجب السلطة المخولة لنا من الشعب الذي هو مصدر السلطات، نُصدر الأمر لك بأن تمتنع عن الهجوم على القرويين المارين في الغابة وإلا تعرضت لأشد العقوبات» وطلب من الحاجب الخاص به بأن يُسلم القرار إلى النمر في الغابة، فأكل النمر القرار والحاجب.

فليس بالكلمات فقط لأن في كثير من الأحيان تستخدم الكلمات القوية لإخفاء الضعف وأيضاً تستخدم الكلمات ذات القدسية المحملة بالخير لإخفاء النهب والسرقة ويطلبون من الناس الرضا بالمكتوب، ويستشهدون بكلمات الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم. مما يؤكد أنه لا يوجد كلمات تصلح لمواجهة النمر أو الفقر دون فعل حقيقي قادر على مواجهته.

لم نقصد أحد !!

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

زر الذهاب إلى الأعلى