نون والقلم

حسين حلمي يكتب: الزعامة الوهمية وخداع الذات

خلاصة المصالح لا تحمل منفعة حقيقية لأي شخص سوى صاحبها، فهو يضع مصلحته الشخصية فوق كل اعتبار. حين يكتشف أنك لن تستطيع خدمته أو لا تحقق له غاياته، يتخلى عنك بسهولة وربما يصفك بالغباء، بينما الجهل الحقيقي يكمن فيه هو، إذ لا يدرك أن الجميع يرون أفعاله ونواياه الخفية.

يدّعي الإصلاح لكنه يفتقر إلى جوهره؛ فالشخص الصالح يُحاسب ذاته قبل أن يُحاسب الآخرين، ويجتهد دائمًا لتطوير أخلاقه وأفعاله وأقواله دون كذب أو ادعاء بما لا يعرف.

أما من يسعى لتحقيق مصالحه الشخصية بأي ثمن يتجاوز الحقوق والقيم، فإنه يلهث وراء المكاسب الصغيرة أو الكبيرة دون اكتراث. مثالاً على ذلك أولئك الذين يعتبرون الفوز بعضوية أي كيان—سواء كان برلماناً، جمعية ثقافية، أو مجلس نقابة—إنجازًا عظيمًا.

وللوصول إلى هذه الغاية، يستخدمون كل الوسائل المتاحة لتلميع صورتهم، بدءًا من وضع حرف «دال» قبل اسمهم، والبحث عن تغطيات إعلامية في الصحف والمواقع أو الظهور في لقاءات تلفزيونية؛ فقط ليقنعوا أنفسهم بأنهم أصبحوا قادة.

بعد تحقيق أهدافهم، يدخلون في معارك هامشية للحفاظ على مكتسباتهم، متجاهلين مصالح الناس الحقيقية. هذا النمط من الشخصيات بات يحتل الساحة الآن في مجالات السياسة، الاقتصاد، والاجتماع، دون أن يقدموا شيئًا ذا قيمة أو فائدة تُذكر.

إنهم مستعدون دائمًا للمساومة والتنازل للحفاظ على الألقاب التي حصلوا عليها، لأنهم يعلمون جيدًا أن قيمتهم من دون تلك الألقاب لا تتعدى كونها صفراً على الشمال.

لم نقصد أحدا!!

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى