حسين حلمي يكتب: التغير في سلوك الإنسان عبر الزمن
هناك مقولة عربية قديمة تقول: «كن نفسك ولا تهتم برأي الآخرين»، وهذه المقولة تعكس حقبة كان فيها السلوك الطبيعي للإنسان مبنيًا على الفضيلة.
مع مرور الزمن، تغيرت هذه القيم؛ وأصبح الإنسان يسعى لتزيين تصرفاته وإظهار صورة جذّابة للآخرين، بغض النظر عما إذا كانت تلك الصفات حقيقية أم مجرد أداء مصطنع. تحول الفرد إلى ما يشبه ممثلًا يسعى لإرضاء من حوله، معتمداً عليهم كمرآة يرى فيها نفسه.
في ظل هذا التحول، باتت قصص الفضيلة الحقيقية نادرة، وكأنها ضرب من الغرائب. مثال ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، قصة الفتاة التي تعمل في مطعم، وشاهدت رجلاً يرتجف من البرد قريبًا من الباب، ينظر بعين مشتاقة إلى أطباق الطعام.
لم تتردد في تقديم بعض الأطعمة له، مجسدة بذلك روح العطاء الخالص. تلك الأمثلة تُذكّرنا بأن أصحاب الفضيلة الحقيقيين موجودون، مادامت الحياة مستمرة.
أما من يبذلون جهدًا كبيرًا في محاولة التظاهر بالسلوكيات المحبوبة وغير الصادقة، فمن المرجح أن لا يحققوا حبًا حقيقيًا مهما حاولوا. فالحب لا يأتي بالتزييف؛ وكما تُعرف الأدوية بأنها لا تناسب جميع المرضى بنفس الطريقة، كذلك الحال مع السلوكيات المصطنعة..كن على طبيعتك، فالصّدق وحده يجذب محبة الناس ويترك أثرًا دائمًا.
