نون والقلم

حسين حلمي يكتب: التضامن بالدعاء

يجتمع الناس في صفوف متراصة يرددون خلف الإمام بكل حماس كلمة «آمين» كلما دعا على الظالمين الذين يقتلون الأبرياء ويدمرون كل جميل في غزة.

ومع كل دعاء يرتفع به صوت الإمام، تزداد أصوات الحاضرين، تعلو أصداؤهم بكلمة «آمين»، وكأنها صدى أمل ينطلق في السماء. يتفاعل الإمام مع حماسة المصلين ليزيد دعاءه قائلًا: «يا رب، أرنا فيهم عجائب قدرتك»، «يا رب، أنزل غضبك عليهم»، و«يا رب، رد كيدهم في نحورهم».

بعد انتهاء الصلاة، تخطو الجموع بعيدًا بروح ممتلئة بالدعاء والرجاء، مبتهجة بمشاركتها في هذا الفعل الطيب. الكثير منا، وأنا منهم، يتطلع إلى لطف الله ورحمته بأهل غزة.

نعتبر الدعاء جزءًا من الإيمان حينما تعجز أيدينا وألسنتنا عن تغيير الأوضاع، فنلجأ لأضعف الإيمان؛ الدعاء، الذي يمنحنا شعورًا بالاطمئنان ويجعلنا نشعر بأننا جزء من الهم المشترك.

الدعاء هنا يتجاوز كونه مجرد كلمات؛ إنه وسيلة لتفريغ الألم والمساندة في وجه الظلم، وهو ملاذ الروح في مواجهة ما تعجز العين واليد عن احتماله مما تُظهره الشاشات من مشاهد قاسية تعصف بالعقل والقلب.

ورغم أن العلماء يحثون على الطهارة ونقاء القلب لاستجابة الدعاء، ويحذرون من أن دعوة الغافل أو العاصي أو صاحب الحسد والبغض قد لا تُستجاب، إلا أن الكثيرين يجدون راحة وسكينة في التوجه إلى الله بالدعاء، متيقنين أنه لا ملجأ ولا نصير إلا إليه.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى