
حسين حلمي يكتب: الاستعمار الاقتصادي وأبعاده
سؤال يثار كثيرًا: عندما يبرز اسم شخص معين بسهولة وسرعة لافتة في عالم الأعمال، تتجاوز كل التوقعات، يتبادر إلى أذهان الكثيرين تساؤلات وشكوك حول كيفية تحقيق هذا النجاح.
يعتقد البعض أن مثل هذا الصعود الاستثنائي لا يمكن أن يكون نتيجة كفاءة أو مهارة فقط. تبدأ النقاشات والتعليقات حول هذا الشخص، ويتفق عدد منهم على نظرية أن هذا الفرد ليس سوى «دمية» يحركها طرف غير مرئي وراء الكواليس، وكأننا نتحدث عن لاعب للعرائس المتحركة (الماريونيت) الذي يديرها بخيوط خفية.
تستمر هذه الأفكار في الانتشار، مدفوعة بالأمثال الشعبية مثل «ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع»، حيث يترقب الجميع لحظة انكشاف الحقيقة وسقوط ما يرونه دمية.
هنا تأخذ التساؤلات بُعدًا آخر: من هو المحرك الحقيقي لهذه «الدمية»، وما هي أهدافه؟ هل هناك ارتباطات خارجية أو داخلية تمثل تهديدًا؟ ولماذا تم إخفاء هوية الفاعل الحقيقي بهذه الطريقة؟
إذا كان المحرك كيانًا خارجيًا، فغالبًا ما يفتح ذلك بابًا لمخاوف أكبر حول التدخل في الاقتصاد أو السيطرة على مقدرات الوطن، وربما حتى محاولات استعمار غير مباشر من خلال السيطرة المالية.
ومن هذا المنطلق، تبرز ضرورة كشف الستار عن هذا الوضع لتوضيح الأمور وإزالة اللبس عند الرأي العام. قد يكون الأمر أبسط مما يُثار، وربما لا توجد دمى ولا لاعبين خلف الستار، فقط شخص امتلك القدرة على تحقيق نجاحه بطرق قانونية تمامًا، دون أي تدخل خفي.