اخترنا لكغير مصنفنون والقلم

حسين حلمي يكتب: الأيديولوجيات المتطرفة و زعزعة الاستقرار

المقصود بعبارة «حق أريد به باطل» ينطبق على تلك الجماعات الأصولية المنتشرة في كافة أنحاء الوطن العربي، من شرقه إلى غربه.

هذه المنظمات التي تتخذ العقيدة الدينية شعارًا ظاهريًا تسعى باستمرار إلى زعزعة الأنظمة لتحقق هدفها في الاستحواذ على السلطة وما تحمله من مغريات ومكاسب.

غالبًا ما ينطق هؤلاء بالحق عبر ألسنتهم، لكنهم يتبنون مسلك الغلو في الدين ويعتقدون أن تفسيرهم الوحيد للنصوص هو الحقيقة المطلقة.

هذه الفئة لا تقبل الرأي الآخر وتفرض آراءها بشكل صارم، مستغلين فقه المغالاة الذي يؤدي بدوره إلى اختراع بدع وإصدار أحكام تكفير بحق من يخالفهم أو يعارضهم.

التاريخ يحمل عنهم مثالًا واضحًا حين وصفهم الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بحكمته البليغة «حق أريد به باطل»، في إشارة إلى موقفهم من رفض التحكيم بينه وبين معاوية بن أبي سفيان، الذي كان حينها يشترط القصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه قبل المبايعة.

انتهى الأمر بهؤلاء إلى أن قتلوا الإمام علي أثناء صلاة الفجر بخنجر غادر، وفي ذلك تحققت نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال عن هؤلاء القوم: «يخرج قوم من أمتي يقرأون القرآن ليس قراءتكم».

هؤلاء هم أهل الغلو والتشدد الذين يتبعون منهج البدع والتكفير، ويروجون لدولة قائمة على المكاسب والغنائم، وينشرون صورة دموية ويزعمون زورًا أنها تمثل الدين.

واجهتهم لا تقتصر على رجال دين فقط، بل من بينهم أيضًا رموز سياسية تحمل أفكارًا أيديولوجية تهدف لإخضاع الناس، ومن يرفض الخضوع يتهمونه بالجهل أو الخيانة.

وبين هذا وذاك، يعيش الناس في حالة من الحيرة والخوف، وسط اتهامات متبادلة بالتكفير والتخوين دون أن يجدوا من يمنحهم الطمأنينة ويزيل عنهم هذا الرعب.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى