
حسين حلمي يكتب: أهمية السمعة الجيدة
سمعة الإنسان هي ما يعرفه الناس عنه وليس ما يعرفه هو عن نفسه، ولذلك يتعين عليه أن يهتم بما يُقال عنه، وأن يصحح أي أخطاء تُنسب إليه.
هذا ما أكده الرسول صلى الله عليه وسلم في موقفه حين قال: لئلّا يقال إن محمدًا يقتل أصحابه. فقد امتنع النبي عن قتل المنافقين المرتدين خوفًا من أن يقال عنه ذلك، مشددًا على أهمية الحفاظ على السمعة أمام الناس. فالشيطان يسري في الإنسان مجرى الدم، وعندما يجد القلب مغلقًا يأتي بالوساوس والشرور.
وعندما قال النبي: على رسلكما إنها صفية، موضحًا أنها زوجته التي كانت تقف معه، أكد أهمية التوضيح لدحض سوء الفهم أو الظن، لأن السمعة ليست مسألة رضا الناس أو التطلع للرفعة بينهم، ولكن لأنها تؤثر في الطريقة التي يُنظر بها إلى الإنسان. وبالتالي، على الشخص أن يكون دائمًا واعيًا لما يُقال عنه ومباشرًا في توضيح أي سوء فهم قد ينشأ بسبب المواقف.
في كثير من الأحيان قد تُفهم أشياء بشكل خاطئ ولذلك يصبح التوضيح واجبًا، خاصة أن هناك من يتخذ تشويه السمعة وسيلة لمهاجمة الآخرين. هؤلاء الأشخاص لا يتورعون عن استخدام الكذب والتضليل لمصلحة طرف آخر.
ومع ذلك، فإن الله ينظر ويراقب، فهو يُمهل ولا يُهمل. ومن أشد البشر خُبثًا من يساهم في تشويه الآخرين سعياً لتحقيق مكاسب شخصية أو خدمة لمصالح جهات أخرى.