اخترنا لكنون والقلم

جياو لي ليينغ تكتب: مبادرة الأمن العالمي

في الوقت الحاضر، لم تخرج البشرية من ضباب الوباء بعد، إلا وارتفع دخان الصراع الروسي الأوكراني، وتصاعدت الهجمات الإرهابية من وقت لآخر، وظهرت العديد من التهديدات الأمنية التقليدية وغير التقليدية تباعا، وتتلقى مسيرة التنمية العالمية صدمة قوية، وانخفض مؤشر التنمية البشرية لأول مرة منذ 30 عاما.
لا مفر من السؤال كيف أصبح العالم أقل أمنا، وماذا يجب علينا فعله؟

في مواجهة العديد من التحديات العالمية الجديدة، ألقى الرئيس الصيني شي جينبينغ كلمة رئيسية في الجلسة الافتتاحية للاجتماع السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي لعام 2022 بعنوان «العمل يدا بيد على مواجهة التحديات وفتح آفاق للمستقبل عبر التعاون»، والتي طرحت مبادرة الأمن العالمي لأول مرة، وجوهرها «التمسكات الستة» وهم:
التمسك بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام؛ التمسك باحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها؛ التمسك بالالتزام بمقاصد ومبادئ ميساق الأمم المتحدة؛ التمسك بالاهتمام بالهموم الأمنية المشروعة لكافة الدول؛ التمسك بإيجاد حلول سلمية للخلافات والنزاعات بين الدول من خلال الحوار والتشاور؛ والتمسك بحماية الأمن في المجالات التقليدية وغير التقليدية.
تجيب هذه المبادرة الهامة بوضوح على سؤال العصر المتمثل في «أي نوع من مفهوم الأمن يحتاجه العالم» وكيف يمكن للدول تحقيق الأمن المشترك؟
مبادرة الأمن العالمي هي منتج عام دولي آخر تقدمه الصين، فهي ممارسة حية لمفهوم مجتمع ذى مستقبل مشترك للبشرية فى مجال الأمن، وهو يتماشى مع توقعات جميع البلدان لتعزيز التعاون الأمني العالمي، كما تساهم الحكمة الصينية والحلول الصينية في مواجهة التحديات الأمنية التي بصددها عالم اليوم.

لفترة طويلة، وكقوة مسؤولة، قدمت الصين مساهمات بنشاط في الحفاظ على السلام والأمن العالميين، وأصبحت قدوة كدولة كبرى.
منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية لم تبدأ حرباً أبداً ولم تغز أبدا حتى شبرا واحدا من أراضى دولة أخرى، وتمسكت دائماً بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ودعت دائما إلى احترام سيادة وسلامة أراضى جميع البلدان. الصين لن تسعى أبداً إلى الهيمنة أو التوسع أو مناطق النفوذ بغض النظر عن مدى القوة التي قد تصل إليها. الصين أكبر قوة فى العالم لها أفضل سجل في قضايا السلام والأمن في العالم، وبصفتها مقترح لمبادرة الأمن العالمي، وستكون الصين منفِّذة حقيقية لمبادرة الأمن العالمي بصفتها مقترح هذه المبادرة الهامة.

في السنوات الأخيرة، وتحت القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، طورت مصر اقتصادها بقوة، وحاربت الإرهاب بحزم، وحافظت على السلام والاستقرار الإقليميين، محققة نتائج بارزة، وقد تم مؤخرًا إحباط هجوم إرهابي في شبه جزيرة سيناء بنجاح.
مصر والصين لهما تاريخ يمتد إلى الآلاف السنين، فكلاهما ملتزم بالسعي إلى تحقيق الإزدهار والتنمية الوطنية والسلام والاستقرار الإقليمي والعالمي، والصين على أتم استعداد للعمل مع جميع البلدان، بما في ذلك مصر، لتعزيز الاتصال والتنسيق والتعاون في الشؤون الأمنية الدولية، من أجل مساعدة مبادرة الأمن العالمي على ترسيخ جذورها وإيتاء ثمارها، لجعل العالم مكاناً أكثر سلاما وأمنا وازدهارا.

قنصل عام الصين بالاسكندرية

للمزيد من مقالات الكاتبة أضغط هنا

  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

زر الذهاب إلى الأعلى