- أهم الأخباراخترنا لكعالمي

تكتل سياسي للإطاحة بـ« نتنياهو »

بعد مرور عام على الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية ، خرجت تقارير تؤكد أن رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو ، لم يعد عبئًا فقط على الدولة الفلسطينية، بل إنه أصبح محل انتقاد من الأحزاب الإسرائيلية، وإن كانت هذه الانتقادات لا تخرج للعلن، إلَّا أن استطلاعات الرأي تظهرها بشكل جلي.

الائتلاف الحكومي يتراجع

بيّن استطلاع للرأي العام أجراه معهد «مدغام» وبثت نتائجه القناة الإسرائيلية الثانية، أن الائتلاف الحكومي الذي يقوده بنيامين نتنياهو، يتراجع بأربعة مقاعد، في حال جرت الانتخابات الإسرائيلية الآن وليس في موعدها الرسمي عام 2019 المقبل، وأوضح الاستطلاع أن الائتلاف الحكومي يتراجع إلى 57 مقعدًا، بدلًا من 61 مقعدًا يملكه الآن، كما تراجع الليكود كحزب من 30 مقعدًا إلى 26 مقعدًا، وعزز حزب البيت اليهودي المشارك في الائتلاف قوته من 8 مقاعد إلى 11 مقعدًا، فيما يبدو الرابح الوحيد من الأحزاب الإسرائيلية على نحو خاص، زعيم حزب ييش عتيد، يائير لابيد الذي منحه الاستطلاع الجديد 19 مقعدًا بدلًا من 11 مقعدًا يملكها الآن.

ووفقًا للاستطلاع، فإن الخاسرين الأساسيين بحسب الاستطلاع، هما حزب المعسكر الصهيوني بقيادة يتسحاق هرتسوج، الذي تراجع من 24 مقعدًا إلى 18 مقعدًا، مما يشكل ضربة قوية لهرتسوج الذي يقود معسكر اليسار في إسرائيل، وحظى حزب «إسرائيل بيتنا» الذي يقوده ليبرمان، بمقعدين إضافيين لقوته الحالية، ليرتفع إلى 8 مقاعد، بدلًا من 6 يملكها حاليًا، فيما فقد حزب «كلنا» بزعامة وزير المالية موشي كحلون، ثلاثة مقاعد لينخفض إلى 7 مقاعد فقط.

تراجع قوة الائتلاف الحكومي لا تعني بالضرورة تراجع قوة الأحزاب اليمينية داخل الكيان الصهيوني، فرغم خسارة الائتلاف أربعة مقاعد، إلَّا أن حزب البيت اليهودي المشارك في الائتلاف عزز قوته بثلاثة مقاعد إضافية، إضافة إلى تعزيز حزب ليبرمان اليميني، موقعه بمقعدين إضافيين.

نيران صديقة

لم تعد تقتصر الانتقادات الموجهة إلى رئيس الوزراء الصهيوني على الأحزاب المعارضة له، أو المختلفه مع رؤيته فقط، بل امتدت إلى الشارع الصهيوني حتى وصلت إلى الأحزاب اليمينية المعتدلة وقيادات في حزب الليكود الذي يترأسه نتنياهو.

وعقّب وزير الخارجية الإسرائيلي السابق أفيجدور ليبرمان على الاستطلاع السابق قائلًا إنه راضٍ عن نتائجه، مؤكدًا أن «نتنياهو فشل كليًّا في الحرب على الإرهاب، لكننا سنواصل كوننا معارضة يمينية»، حسب قوله، فيما  قال رئيس المعسكر الصهيوني، إسحق هرتسوج: إن الناس تريد أن تسمع عن خطة الانفصال عن الضفة الغربية والفلسطينيين، التي تقدمت بها، ويفهمون أن المعسكر الصهيوني الذي بنيته مع ليفني هو البديل الوحيد لنتنياهو.

شكلت الهبَّة الفلسطينية نقطة فاصلة في مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث إنها كشفت مدى عجز وارتباك وتخبط السلطات في التعامل مع الأحداث، فرغم أن الهبّة الشعبية لم تكن منظمة بشكل متقن، ولم يقف خلفها أي من الفصائل الفلسطينية، ولم تكن مدعومة ماليًّا أو سياسيًّا من القيادة الفلسطينية، ولم يمتلك منفذوها سوى السكين والحجارة، إلًّا أن القيادة الإسرائيلية فشلت بشكل ذريع في إيقاف أو حتى تحجيم العمليات الفردية التي نفذتها المقاومة الشعبية، وهو ما بعث بالرعب والفزع في نفوس الصهاينة كافة، بداية من المستوطنين وصولًا إلى السياسيين، من أن السلطة لم تستطع السيطرة على عمليات فردية وأسلحة بدائية، فماذا لو انضمت فصائل ومنظمات مسلحة وأسلحة متطورة للهبّة؟

السياسية الخارجية التي ينتهجها نتنياهو مع الدول الأخرى لم تسلم من انتقادات الأحزاب الإسرائيلية، خاصة بعد أن تدهورت العلاقات بين الكيان الصهيوني وأمريكا خلال الفترة الأخيرة على خلفية انتقاد نتنياهو للإدارة الأمريكية بشكل لاذع ومتكرر في ملف الاتفاق النووي الإيراني، واتهم السياسيون الصهاينة نتنياهو بأنه تسبب في تشويش هذه العلاقة التاريخية مع الحليفة الأمريكية، رغم ضرورة الحفاظ عليها لمصلحة إسرائيل.

في الشأن ذاته هاجم زعيم حزب يش عتيد، يائير لابيد، وزعيم حزب إسرائيل بيتنا، أفيجدور ليبرمان, السياسة الخارجية لحكومة نتنياهو بشكل عام، وأوضحا خلال مؤتمر بادرا بإقامته خلال الأيام الماضية بعنوان «الحرب من أجل وضع إسرائيل العالمي»، موقفهما من سياسة نتنياهو، حيث قال لابيد: إن وضع إسرائيل الدولي لم يسبق أن وصل إلى مثل هذه الحالة من السوء, فيما اتهم ليبرمان رئيس الحكومة الإسرائيلية, بالرغبة فى تدمير وزارة الخارجية.

مستقبل نتنياهو

تصاعد الانتقادات وتزايد نقاط الضعف التي ظهرت في حكومة نتنياهو، دفعت الأحزاب الإسرائيلية إلى البحث عن طريقة للإطاحة برئيس الوزراء، حيث قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية: إن أحزاب معسكر الوسط الصهيوني اتفقت على أن تكون الحكومة المقبلة برئاسة حزب الليكود، بشرط أن يستقيل رئيس الحكومة الحالية بنيامين نتنياهو، وذكرت الصحيفة أن الخطة تقضي بأنه إذا حقق حزب الليكود أعلى الأصوات في الانتخابات البرلمانية المقبلة فإن رؤساء الأحزاب الإسرائيلية سيعملون على وضع حد لاستمرار نتنياهو برئاسة الحكومة الإسرائيلية للمرة الرابعة.

ووفقًا للصحيفة، فإن وزير الخارجية السابق وزعيم حزب إسرائيل بيتنا المعارض، أفيجدور ليبرمان، هو من أعد هذه الخطة بالتشاور مع عدد من أحزاب الوسط ووسط اليمين في إسرائيل للإطاحة بنتنياهو، وأشارت الصحيفة إلى أن معارضي نتنياهو يأملون أن تجد الخطة قبولًا كبيرًا لدى معظم قادة حزب الليكود، الذين سيكونون معنيين باستبدال نتنياهو.

زر الذهاب إلى الأعلى