
تعاون مميز بين البرلمان العربي ومؤسسة البابطين لإعلان الفائزين بجائزة الإبداع اللغوي
في مبادرة تجسد دعمًا عميقًا للغة العربية وتعزيز حضورها في مختلف المجالات، يُنظم البرلمان العربي بالتعاون مع مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية فعالية خاصة لإعلان الفائزين بجائزة «عبد العزيز سعود البابطين للإبداع في خدمة اللغة العربية».
الحدث سيُعقد يوم غدٍ الأربعاء بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة، تحت رعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط. كما سيحضر الحفل رئيس البرلمان العربي محمد بن أحمد اليماحي، إلى جانب سعود عبد العزيز البابطين رئيس مجلس أمناء مؤسسة البابطين.
مشاركة الشخصيات البارزة
يتوقع أن يكون الحفل محط أنظار نخبة من الشخصيات السياسية والفكرية والأكاديمية، بما في ذلك السفراء والمفكرين وأعضاء المجامع اللغوية، إضافة إلى الإعلاميين الذين يلعبون دورًا محوريًا في تسليط الضوء على هذه المبادرات الثقافية الرفيعة. هذا التواجد يعكس أهمية اللغة العربية كتراث حضاري غني ومتجدد يستحق التشجيع والاحتفاء به.
خلفية عن الجائزة
تعد جائزة «عبد العزيز سعود البابطين للإبداع في خدمة اللغة العربية» واحدة من أبرز الجوائز المخصصة لدعم المشاريع التي تسعى لتطوير اللغة العربية وتعزيز مكانتها. انطلقت الجائزة للمرة الأولى في مايو 2024، وتضمنت فرعين رئيسيين هما فرع الأفراد وفرع المؤسسات.
فرع الأفراد: الرقمنة في خدمة اللغة العربية
خصص هذا الفرع لدعم المبتكرين الذين يساهمون في إدخال الرقمنة كأداة لخدمة اللغة العربية. وقد بلغت قيمة الجائزة أربعين ألف دولار أمريكي، وحصدها حسن علي مصطفى النحاس بفضل مشروعه «المعجز في حوسبة اللغة العربية». يعكس المشروع استخدام التكنولوجيا لمعالجة اللغة العربية بشكل مبتكر، ما يُعد خطوة كبيرة نحو جعل اللغة أكثر توافقًا مع التطور الرقمي المعاصر.
فرع المؤسسات: التخطيط والسياسات اللغوية
أما الفرع الثاني، الذي يركز على جهود المؤسسات، فقد خُصص للتخطيط والسياسات الداعمة للغة العربية. بلغت قيمة هذا الفرع ستون ألف دولار أمريكي، وكانت الجائزة من نصيب مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية عن مبادرته الرائدة «مؤشر اللغة العربية». تشكل هذه المبادرة دليلًا مهمًا لقياس تأثير السياسات اللغوية ومدى انتشار استخدام اللغة العربية عالميًا.
دلالات الحدث وأبعاده الثقافية
لا تقتصر أهمية هذه الجائزة على كونها منصة لتكريم الإنجازات البارزة فحسب، بل تعكس أيضًا رسالة أعمق لدعم المشاريع التي تجعل اللغة العربية أداة ديناميكية قادرة على مواكبة تحول العالم إلى العصر الرقمي. ويشير الحفل إلى انسجام مثالي بين البرلمان العربي ومؤسسة البابطين، باعتبارهما شريكين أساسيين في خدمة القضايا اللغوية والثقافية.
تعزيز التقدم اللغوي والثقافي
مع تزايد تحديات العصر الحديث وما يترتب عليه من اهتمام بالهوية الثقافية واللغوية، تأتي هذه المبادرة لتؤكد أن اللغة ليست مجرد أداة تواصل بل تمثل هوية الأمة وروحها المعاصرة. ومن خلال تكريم المبدعين والمؤسسات المتميزة، يُرسَخ مفهوم أن الاستثمار في اللغة العربية هو استثمار في المستقبل الفكري والحضاري للأمة العربية.
ختامٌ يوثق الانتماء والاعتزاز
سيبقى هذا الحدث محطة بارزة في الجهود الرامية إلى رفع راية اللغة العربية عاليًا، مبشرةً بمستقبل واعد يقوم على التمسك بالجذور والتجديد المستمر.
كما أن الحفل المرتقب هو بمثابة اعتراف جماعي بأهمية العمل الجاد والتفاني من أجل المحافظة على لغة الضاد وتوسيع آفاقها لتلائم نهضة الحاضر وتحولات المستقبل.