
القوات الأمريكية تمسك أرض معركة الأنبار وتستبعد مليشيا الحشد
نزلت القوات الأمريكية فعلياً إلى أرض محافظة الأنبار غربي العراق، وبدأت بجولات استطلاعية في مناطق الخالدية والحبانية بالقرب من القاعدة الجوية، في وقت أكدت فيه مصادر عراقية أن القوات الأمريكية طلبت مغادرة مليشيات الحشد الشعبي من المحافظة التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة” منذ يونيو/ حزيران الماضي.
ووفقاً لمصادر عراقية تحدثت لـ”الخليج أونلاين”، فإن “القوات الأمريكية نفذت أمس أولى جولاتها الاستطلاعية بمحافظة الأنبار بمشاركة قوة عشائرية من أبناء محافظة الأنبار تم تدريبهم في قاعدة التقدم غرب العاصمة بغداد”، مبينة أنها “نفذت جولتها بغطاء جوي مكثف؛ واستمرت العملية لنحو ساعتين قبل أن تعود إلى قاعدة الحبانية”.
في غضون ذلك نفى محافظ الأنبار صهيب الراوي، أن يكون هناك اتفاق لمشاركة قوات برية أمريكية في معركة تحرير الأنبار، معتبراً في تصريح صحفي أن مثل هذه الأنباء تصدر من طابور خامس.
وقال الراوي: إن “الحديث عن وجود اتفاق بين حكومة الأنبار وشيوخ العشائر مع الولايات المتحدة الأمريكية لتدخل بري في الأنبار لتحريرها من تنظيم (داعش) مقابل انسحاب الجيش العراقي والحشد الشعبي غير صحيح”.
وأضاف أن “جميع العمليات التي تجري في المحافظة هي تحت إشراف قيادة العمليات المشتركة وقيادة عمليات الأنبار”، مؤكداً أن “الكلام عن تدخل بري أمريكي في الأنبار لا يعدو كونه خلافات سياسية بين المستفيدين من مأساة الأنبار ومن يريد تأجيجها لخلط الأوراق وتضييع الجهود التي تتحقق في الميدان”.
وتابع أن “دور القوات الأمريكية وبالتنسيق مع الحكومة المركزية مقتصر على أمرين، تدريب مقاتلي العشائر في قاعدتي الحبانية والبغدادي والمراكز العسكرية الأخرى في الأنبار، والأمر الآخر هو التسليح النوعي والضربات الجوية المدروسة”.
إلا أن تصريحات الراوي تتناقض مع تصريحات قائم مقام مدينة الرمادي دلف الكبيسي، الذي أكد في تصريح صحفي أن مشاركة القوات الأمريكية في تحرير الرمادي “باتت أمراً مؤكداً”، عازياً ذلك إلى أن “أعداد القوات الأمريكية تزايدت خلال الايام الماضية في قاعدة الحبانية العسكرية”.
وأضاف أن “أكثر من مئة عنصر جاء إلى القاعدة خلال الأسبوع الماضي والقوات الأمريكية بدأت للمرة الأولى بالخروج بسيارات الهمر من قاعدتي الحبانية والخالدية”.
ووصفت مصادر مطلعة في محافظة الأنبار الوجود الأمريكي بالمحافظة بأنه “كبير” من خلال وصول إمدادات عسكرية إلى قاعدتي الحبانية والخالدية خلال الأسبوعين الماضيين، كما أن هناك تحليقاً مكثفاً لطائرات استطلاع أمريكية ومقاتلة في سماء الأنبار.
وأكدت تلك المصادر في تصريحات خاصة لـ”الخليج أونلاين”، بأن “القوات الأمريكية أمرت بسحب كافة المليشيات المنضوية تحت عنوان الحشد الشعبي من مناطق الأنبار، استعداداً لتسليم المناطق إلى قوات عشائرية من المحافظة تم تدريبها في قاعدة التقدم”، مشيرة إلى “انسحاب فعلي للمليشيات من المناطق التي كانت تتمركز بها في الأنبار”.
ويرى مراقبون أن معركة تحرير الأنبار من قبضة تنظيم “الدولة” لن تكون سهلة، خاصة في ظل الطبيعة الصحراوية للعديد من مناطق المحافظة، فضلاً عن عمليات التفخيخ التي يعتمدها التنظيم لمنع أي تقدم للقوات المقاتلة، بالإضافة للعمليات الانتحارية.