اخترنا لكدنيا ودين

الشيخ محمد رفعت.. قارئ القرآن الذي جمع بين التميز الإنساني والصوت الخالد

أوضحت هناء حسين، حفيدة القارئ الشيخ محمد رفعت، أن جدها لم يكن مجرد قارئ متفرد للقرآن الكريم، بل كان إنسانًا قلّ نظيره، عرف بزهد وتواضع انعكس في جميع تفاصيل حياته، حيث فضّل دائمًا الاستجابة لدعوات البسطاء والتواجد بينهم بدلاً من المشاركة في احتفالات الأثرياء. هذا التواضع العميق أكسبه حب الناس واحترامهم، وجعل اسمه رمزًا للعطاء والكرم الإنساني.

 ارتباط وثيق بالقرآن الكريم

ذكرت هناء حسين في مداخلة هاتفية على قناة «إكسترا نيوز» بمناسبة ذكرى وفاة جدها الـ75، أن الشيخ محمد رفعت كان يتميز برؤية مختلفة لتلاوة القرآن الكريم، فلم يكن يراها وسيلة للكسب المادي، بل عملًا مقدسًا يهدف من خلاله إلى التقرب إلى الله وخدمة الناس. كان ينظر إلى صوته كوسيلة لنقل رسالة دينية عميقة وليست تجارية، ما منح تلاوته تأثيرًا روحانيًا خاصًا ما زال حاضرًا حتى اليوم.

 الحضور الإنساني في حي السيدة زينب

كان الشيخ محمد رفعت محبوبًا في حي السيدة زينب حيث عاش بمودة مع جيرانه وأظهر دائمًا الاستعداد لتقديم المساعدة دون انتظار مقابل.

أكدت حفيدته أنه تحلى بخصال عاطفية استثنائية، إذ كان محبًا لزوجته وأبنائه ويحنو عليهم بشدة، وهو الأمر الذي ترك أثرًا واضحًا في أبنائه وأحفاده الذين ورثوا هذه السجايا الإنسانية.

 ترابط رغم الفقد

على الرغم من أنها لم تحظ بلقاء جدها بسبب وفاته قبل ولادتها، أشارت هناء حسين إلى شعورها العميق بالارتباط به. وقالت إن ذلك الشعور العاطفي نبع من حب والدها الكبير له، حيث انتقلت ذكريات الجد ومحبته عبر الأجيال، ما جعلها تشعر وكأنها عاشرته بنفسها. وصفته بأنه قطعة من قلبها، وأن حب الأسرة له يظل خالدًا.

 تراث صوتي نادر

تحدثت هناء عن الكنز النفيس الذي تتمسك به الأسرة والمتمثل في أجزاء نادرة من تسجيلات صوتية للشيخ رفعت. هذه التسجيلات تم توثيقها بطرق غير رسمية من قِبل محبيه في فترة كانت الإذاعة لم تهتم بعد بتسجيل قراءاته بالكامل.

وأكدت أن الأسرة عملت خلال السنوات الماضية على مشروع كبير لترميم وتنقية هذه التسجيلات باستخدام أفضل التقنيات الحديثة. الهدف هو نقل هذا التراث الاستثنائي إلى الأجيال القادمة بجودة تحفظ قيمته الفنية والروحانية.

 استمرارية مشروع الحفاظ على الإرث

عبّرت هناء عن فخرها الكبير بكونها أحد أحفاد هذا الصوت الخالد. وأكدت أن المشروع الذي يهدف إلى إحياء إرث الشيخ محمد رفعت لا يزال مستمرًا، حيث يشارك فيه حاليًا أبناء الجيل الجديد من أحفاده.

هذا العمل الذي يضفي لمسة تجديد على تراث عظيم، يستحق بحسب قولها دعم الجهات المعنية لضمان حفظ ذاكرة هذا القارئ الفريد الذي يعد واحدًا من أبرز قراء القرآن في العالم الإسلامي.

 الشيخ محمد رفعت.. رمز للروحانية والجمال

اختتمت هناء حديثها بالإشارة إلى أن الشيخ محمد رفعت سيبقى رمزًا خالدًا يعبر عن روحانية تلاوة القرآن وجمال معانيه. شعبيته وتأثيره تجاوزا حدود الزمان والمكان، وحفر اسمه كواحد من أعظم الأصوات التي أضفت على القرآن مذاقًا مميزًا يبقى خالدًا في القلوب قبل الأذان.

المصدر
إكسترا نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى