اخترنا لكنون والقلم

الخلاف الخليجي ياليل ما اطولك!!

المثل العربي يقول ( رجع بخفي حنين ) والمثل المصري يقول ( تيتي تيتي مثل مارحتي جيتي ) فقد فشلت إلى الآن كل الجهود الدولية التي تجمع على الوساطة الكويتية في الوصول الى حل جذري للأزمة او حل مؤقت تكون فيه تسوية وتنازل عن بعض الشروط فهناك تصلب في المواقف غير قابل للنقاش.
كل المؤشرات تشير إلى أن الخلاف بين دولة قطر والدول المقاطعة سوف يطول كما توقع بذلك وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش أن الأزمة قد تمتد أشهر أو حتى سنوات ولذلك تحتاج إلى دبلوماسية النفس الطويل او الحرب الباردة التي تجعل منطقة الخليج في حالة توتر دائم مما يؤثر على التنمية المستدامة خاصة في دولة قطر التي حتما ستتاثر اقتصاديا على المدى البعيد . إن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وايضا تركيا فشلت في جهود الوساطة لانها لا تريد أن تخسر أي طرف من أطراف الأزمة لأن لديها مصالح ضخمة مع الدول المتنازعة لذلك هي لم تمارس ضغوط كافية وخاصة على الجانب القطري وقد كانت امريكا وايضا تركيا تتميز بعلاقات استراتيجية مع قطر وكانت مؤهلة للضغط على طرفي الخلاف ولكنها لم تفعل فمثلا لو هددت الولايات المتحدة الأمريكية قطر باغلاق القاعدة العسكرية ومنع بيع السلاح لها لكان الوضع تغير ولكن يبدو أن هذه الدول مستفيدة من هذا الخلاف الذي يسمح لها باستثمار الأزمة لصالحها وتحقيق مكاسب كما يقول المثل ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) . نعتقد أن دولة قطر استطاعت إلى الآن أن تنجح في إدارة الأزمة وتتحرك دوليا وتكسب تأييد وتعاطف دولي بتصوير المقاطعة على انها حصار وأنها سوف تطالب الدول المقاطعة بتعويضات وهي تتعامل مع شركات كبري للعلاقات العامة لتسوبق الأزمة بطريقة تصب في مصلحة قطر.
لاشك أن قطر لديها عدة أوراق تستخدمها في الدفاع عن موقفها واحراج الدول المقاطعة فهي تملك صندوق سيادي تصل قيمته 340 مليار دولار تستطيع من خلاله توفير ماتحتاجه من سلع وخدمات وايضا شراء مواقف شركات ودول وذلك بضخ اموال فيها واستثمارات فهي تقريبا ضخت 50 مليار في الولايات المتحدة الأمريكية بشراء طائرات مدنية وحربية ومشاركة في البنية التحتية الأمريكية. أيضا قطر تعتبر في المرتبة الثانية في إنتاج الغاز بعد روسيا وهي لازالت تزود إمارة دبي بالغاز وهناك حقل كبير بينها وبين ايران قد بدأت في التنقيب بالتنسيق مع إيران التي تحاول أن تستثمر الخلاف الخليجي حتى تجد موطأ قدم لها في الخليج يمكنها من تنفيذ مشروعها التوسعي في السيطرة على العواصم العربية واحدة تلو الآخري وصولا لمكة والمدينة التي هي قطعا عشم ابليس في الجنة . نعتقد أن الاستمرار في هذه الأزمة سوف تكون له تداعيات خطيرة ليس على دول الخليج فقط ولكن على الدول العربية والإسلامية فسوف يكون هناك محاور وتكتلات وقواعد عسكرية تركية الإيرانية وقد تكون بالمقابل هناك قاعدة مصرية وسوف تستنزف هذه الأزمة ثروات دول الخليج لأنها سوف تصرف على التسليح وكسب حلفاء جدد لهذا الطرف أو ذاك وستتوقف كثير من المشاريع الخليجية المشتركة مثل السكك الحديدية والربط الكهربائي وحتما سوف تلقي الأزمة بظلالها على مجلس التعاون الخليجي الذي قد يتصدع ويقوم مكانه صيغة أخرى قد تكون اتحاد خليجي بين السعودية والامارات والبحرين.
إن المستفيد مما يحدث أولا التنظيم الدولي للاخوان المسلمين فهناك دولة حاضنة لهم ضحت بدول الخليج من اجلهم وسوف يستثمرون الأزمة لمزيد من التصعيد في مصر وفي بقية الدول مثل ليبيا واليمن وسوريا.
اما الطرف الآخر المستفيد فهي الراعي الرسمي للارهاب الدولي النظام الايراني الذي سوف يجد منفذ له في دول الخليج وسوف تتوسع وتتمدد أكثر وتتدخل في شؤون دول الخليج وتسرح وتمرح في المنطقة.
هناك أيضا التنظيمات الارهابية التي تحصل على دعم وتمويل من دولة قطر مثل النصرة وحزب الله الميليشيات في العراق واليمن وليبيا مما قد يعرقل التوصل إلى حل لتلك القضايا: نامل أن تقوم امريكا بالتنسيق مع دولة الكويت بمحاولة أخرى خاصة أن وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون لديه خارطة طريق لحل هذه الأزمة ولكن بحاجة الى ضغوط أمريكية اكبر على أطراف الازمة حتي تنجح والاكيد أن الصلح خير.

نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية

زر الذهاب إلى الأعلى