التحول الرقمي السعودي قفزات نوعية نحو الريادة العالمية ضمن رؤية 2030
حققت المملكة العربية السعودية قفزات مذهلة في مجالات الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات والحكومة الرقمية، ضمن إطار رؤية 2030 التي تهدف لترسيخ مكانة المملكة كقوة رقمية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ووفقًا لتقرير رؤية المملكة 2030، وصل حجم الاقتصاد الرقمي السعودي إلى نحو 495 مليار دولار، ما يجعله يشكل نسبة 15% من الناتج المحلي الإجمالي. يعكس هذا النمو المتسارع الذي يشهده القطاع.
نمو سوق الاتصالات والتقنية
استمرارًا لهذا النجاح، سجل سوق الاتصالات والتقنية رقمًا قياسيًا جديدًا حيث قفز إلى أكثر من 180 مليار دولار بحلول عام 2024. جاء هذا النمو نتيجة لتوسع استثمارات القطاع الخاص وزيادة الابتكار، مما يعزز موقعه كأكبر سوق للتقنية في المنطقة.
مراكز البيانات والبنية التحتية الرقمية
شهدت مراكز البيانات نموًا ملحوظًا عام 2023 بنسبة 42% في السعة، لتصل إلى 290.5 ميغاوات، مما أتاح تعزيز جاهزية البنية التحتية الرقمية لدعم التوسع في الخدمات السحابية والتطبيقات الذكية. امتدت شبكة الألياف الضوئية لتغطي اليوم أكثر من 3.9 مليون منزل وبلغت نسبة انتشار الإنترنت حوالي 99%، ما وضع المملكة في مصاف الدول الأكثر اتصالًا عالميًا.
تمكين الكفاءات البشرية الرقمية
تعمل المملكة على تعزيز قدراتها البشرية الرقمية بشكل ملحوظ، حيث تفوقت كأكبر تجمع للمواهب الرقمية في المنطقة بوجود أكثر من 381 ألف وظيفة نوعية في قطاع التقنية.
أسهم هذا في زيادة نسبة مشاركة المرأة في القطاع من 7% عام 2018 إلى 35% الآن، وهي النسبة الأعلى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، متفوقةً على المتوسط المسجل لدول مجموعة العشرين والاتحاد الأوروبي، مما يدل على التحول الكبير نحو تمكين الكفاءات الوطنية في الاقتصاد الرقمي.
الحكومة الرقمية وإنجازاتها العالمية
حققت السعودية تقدمًا بارزًا على المستوى العالمي في مجال الحكومة الرقمية حيث جاءت في المرتبة السادسة عالميًا في مؤشر الأمم المتحدة لتطوير الحكومة الإلكترونية، متقدمة نحو المنزلة الخامسة المستهدفة ضمن رؤية 2030. كذلك، احتلت المرتبة الرابعة عالميًا في مؤشر الخدمات الرقمية، الثانية بين دول مجموعة العشرين، والأولى إقليميًا.
نجاح المملكة في المؤشرات الدولية
جاءت المملكة الأولى عالميًا في المهارات الرقمية والحكومة الرقمية المفتوحة، والسابعة عالميًا في مؤشر المشاركة الإلكترونية، وهو ما يعكس التحسن الكبير في كفاءة الخدمات الحكومية وتعزيز الشفافية.
رؤية القيادة ودعمها المستمر
أكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله السواحه أن هذه الإنجازات تشير إلى الدعم الكبير الذي يقدمه القادة السعوديون لقطاع التقنية والرقمنة.
وأوضح أن هذه القفزات النوعية ما كانت لتتحقق إلا بالدعم الراسخ من القيادة والتوجهات الطموحة والرؤية الثاقبة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء.
وأكد على مواصلة المملكة بخطى ثابتة في ترسيخ مكانتها كقوة رقمية مؤثرة تسهم بشكل فاعل في رسم مستقبل الأجيال المقبلة. تمثل هذه الأرقام والمؤشرات دلالة واضحة على نجاح الرؤية في تحقيق تأثير حقيقي ومستدام يعزز من تنافسية المملكة الاقتصادية ويؤهلها لتكون رائدة في مجال الاقتصاد الرقمي على مستوى المنطقة والعالم.
