نون والقلم

الالتزام.. ثابت إماراتي

الالتزام بالمواطن ثابت أساسي لا يخضع لمتغيرات طارئة قد تحدث بين الحين والآخر، فبناء الإنسان وتحقيق سلامته ورفاهيته نهج تسير عليه الإمارات والهدف إعلاء شأن الوطن فهو أولوية دائمة سواء عدلت الخطط أو تأجل تطبيقها أو تغيرت بين الحين والآخر.

هذا الالتزام ليس وليداً بل يمتد لعقود منذ قيام الاتحاد، وشواهده راسخة للعيان، ويلمسه الجميع في الصحة والتعليم وفي البنية الأساسية والمسكن، في الأمن والأمان على الأرض وفي الفضاء، إنها فلسفة الإمارات لبناء الإنسان والأوطان.
رسالة المجلس التنفيذي في ابوظبي في اجتماعه الاسبوع الماضي برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة كانت واضحة، وعنوانها أن لا متغير سيقف عائقاً أمام استمرار اهتمام الحكومة بالمواطن، وأن مسيرة البناء ماضية قدماً لتحقيق الأهداف المرسومة ضمن الخطة الاستراتيجية للإمارة.
الرسالة جاءت مدعومة بالأرقام التي هي في الأساس تتحدث عن نفسها بعيداً عن تفسيرات وتقديرات الخبراء، فعام 2016 ورغم التحديات التي يتوقع أن يواجهها بسبب متغير انخفاض أسعار النفط سيشهد مزيداً من المشاريع ، فحجم ما خصص للإنفاق في هذا العام سيصل إلى 17.5 مليار درهم على شكل مشاريع وبرامج، والهدف مرة أخرى هو تحقيق التنمية المستدامة.
وإذا ما فصلنا الأرقام فإن 5.9 مليار درهم ستذهب للإسكان و4.3 مليار درهم للبنية التحتية و1.8 مليار درهم لقطاع التعليم و 614 مليون درهم للمرافق الحكومية و 644 مليون درهم للمرافق الاجتماعية بالإضافة إلى مخصصات أخرى ستذهب لعدد من القطاعات الحيوية.
ما ذكر هو لمشاريع جديدة ستضاف إلى سلسلة المشاريع العملاقة التي يجري تنفيذها في الإمارة لاستكمالها والتي طرحت في السنوات الماضية وانطلق العمل بها. هذا يعني بوضوح أن ورشة البناء مستمرة لتحقيق الازدهار ، فالاقتصاد الوطني سيتم ضخه بمحفزات تجعله قادراً وبكفاءة على تحقيق معدلات نمو مناسبة لمرحلة شديدة التعقيد في الشأن الاقتصادي على المستويين الإقليمي والعالمي.
الإمارات من خلال مشاريع أبوظبي ودبي والشارقة وبقية الإمارات، ومن خلال مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة والمشاريع الاتحادية ستظل محتفظة بالاقتصاد الأكثر حيوية ونشاطاً في الإقليم.

وإذا أضفنا إليها القطاع الخاص المثابر والمبدع ومشاريعه ومبادراته وابتكاراته، فإن قيمة هذا الاقتصاد تتعزز بحيث يصبح الأكثر مرونة في التعاطي مع أسعار نفط رخيصة في هذه المرحلة. وفي قدرته على تجاوز «المطبات» وتحويلها إلى فرص استثمار مجدية.. الماضي يقول ذلك هذا ما اثبتته لنا التجارب الماضية التي شهدتها البلاد منذ عقود ، وهذا ما سيؤكده لنا المستقبل مجدداً.

زر الذهاب إلى الأعلى