
الأسد “حائط السد” بين روسيا والسعودية
قالت المصلحة المشتركة كلمتها في المؤتمر الذي جمع بين وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، ونظيره الروسي، سيرجي لافروف، لإنهاء الصراع في سوريا وبحث سبل محاربة الإرهاب؛ حيث اختلف الطرفان على مصير الرئيس السوري بشار الأسد، فأكدت روسيا دعمها له وسعيها لحل جميع نقاط الخلاف في سوريا بما فيها مصير الأسد للتوصل إلى حل سياسي للملف السوري، بينما أكدت السعودية أن موقفها من الصراع الدائر في سوريا لم ولن يتغير وأنه لا مكان للرئيس بشار الأسد في مستقبل سوريا.
روسيا تبحث عن مصلحتها في وجود “الأسد”
وزيرا الخارجية الروسي والسعودي، أكدا أن بعض الاختلافات في مواقف “موسكو” – حليفة الأسد – والرياض، لا تزال قائمة فيما يتعلق بتسوية الأزمة السورية، وبالدرجة الأولى فيما يخص مصير الأسد.
وشدد لافروف على أن السوريين أنفسهم يجب أن يقرروا مصير الأسد، من خلال حوار شامل بمشاركة جميع الأطراف المعنية لتحديد ملامح المرحلة الانتقالية، مضيفًا: “لدينا اختلافات حول مصير الرئيس بشار الأسد ويكمن موقفنا في ضرورة تقرير جميع مسائل المرحلة الانتقالية من قبل السوريين أنفسهم على أساس الحوار”.
السعودية: سوريا بلا مستقبل حتى يرحل الأسد
بينما أكد الجبير أن موقف الرياض ثابت فيما يخص الحل في سوريا لا سيما لجهة وجود سلطة انتقالية وحكومة مستقبلية لا مكان للأسد فيها، مضيفًا أن السعودية تعتبر بشار الأسد جزءًا من المشكلة لا جزءًا من الحل، وتعتبر أنه تسبب بظهور “داعش” في سوريا عندما وجه الأسلحة ضد شعبه.
وتابع: “نؤمن أن بشار الأسد انتهى وأنه إما سيرحل عبر عملية سياسية من أجل حقن دماء السوريين وإما في سياق العمليات العسكرية”.
تضافر الجهود بين روسيا والسعودية لمحاربة “داعش”
أما فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب وتنظيم داعش في إطار تجدد المساعي الدبلوماسية لإنهاء الصراع في سوريا نظرًا للمكاسب التي يحققها تنظيم داعش على الأرض، فاتفق الطرفان على ضرورة توحيد الجهود وتفعيل التعاون في كافة المجالات أمنيًا وعسكريًا وغيرهما للتخلص من الإرهاب.
قال “لافروف”: “أنا واثق من أننا سنواصل بحث المبادرة، وقد تم تحقيق نتائج أولية محددة ولدينا موقف متطابق من ضرورة توحيد الجهود في مكافحة الخطر الذي يهدد الجميع والمتمثل في تنظيم داعش وجماعات إرهابية أخرى، فهو خطر واقعي على روسيا والمملكة العربية السعودية على حد سواء.
موقف موحد لروسيا والسعودية لدعم القضايا العربية
وفيما يخص الأوضاع في ليبيا، فأكد لافروف أنه يوجد توافق بين البلدين بشأن الأوضاع في ليبيا والعراق، وأنه تم مناقشة سبل إخراج تسوية شرق أوسطية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما أكد دعم بلاده للمبادرة العربية للسلام التي طرحتها السعودية في 2002 ، وضرورة اشراك الجامعة العربية في جهود الرباعية الدولية.
وقال الجبير، إنه جرى الحديث حول الأوضاع في العراق وأهمية تطبيق الإصلاحات التي تم الاتفاق عليها في الصيف الماضي لضمان حقوق جميع الطوائف العراقية ولسحب البساط من قبل تنظيم داعش، عبر أعطاء كافة المواطنين العراقيين.
وفيما يتعلق ببرنامج إيران النووي، أعرب لافروف عن أمل بلاده في أن هذه الظروف الجديدة ستسهم في تعزيز الجهود من أجل إطلاق الحوار بين جميع دول الخليج العربي وإيران.
وحول الأوضاع في اليمن، أوضح وزير الخارجية السعودي، أنه يتعين تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 دون أى شروط وبشكل سريع لإخراج اليمن من أزمته، مشيرًا إلى أنه تم الحديث مع نظيره الروسي حول كيفية التعامل مع الوضع الإنساني الصعب في اليمن، وضرورة تكثيف الجهود لتوفير المساعدات الإنسانية للشعب اليمني.