نون والقلم

احمد الملا يكتب: من مقبرة شهداء أحد.. الزهراء توجه صفعة للإخبارية وفضلتهم

لا يخفى على أحد أن المنهج الإلهي الذي جاء به النبي الأكرم وآل بيته الأطهار- عليهم الصلاة والسلام أجمعين-. هو منهج عقلائي شرعي علمي غير قائم على الخرافات والأساطير والبدع وكل الطقوس التي تمارس تحت عنوان الدين والتدين. بل إن منهجهم -عليهم السلام- هو الإطاحة بكل تلك الخرافات والطقوس؛ وما سيرتهم العطرة إلا دليل قاطع على ذلك الأمر وكاشف عنه؛ ولنا العديد من الأمثلة على ذلك؛ ومنها ما جاء عَن «الكَـافِي»، قَالَ الإمَامُ الصَّادِقُ-عَلَيْهِ السَّلَام- : {عَاشَتْ فَاطِمَةُ -عَلَيْهَا السَّلَام- بَعْدَ أَبِيهَا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم- خَمْسَةً وَسَبْعِينَ يَوْمًا لَـمْ تُــرَ كَاشِرَةً وَلَا ضَاحِكَةً، تَـأْتِـي -عَلَيْهَا السَّلَام- قُـبُـورَ الشُّهَدَاءِ فِي كُلِّ جُمْعَةٍ مَرَّتَيْنِ، الْإِثْنَيْنَ وَالْخَمِيسَ، فَتَقُولُ: هَا هُنَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم-، هَا هُنَا كَانَ الْمُشْرِكُونَ}…

فمن هذه الرواية التي ينقلها لنا الكافي نلحظ عدة أمور قد كشفت عنها مولاتنا الزهراء– عليها السلام- أبطلت الكثير من الخرافات والأساطير؛ وهي:-

الأول:- إن الزهراء-عليها السلام- لم تذهب لزيارة قبر أبيها المصطفى-صلى الله عليه وآله وسلم- ولم تخصص يوم أو موسم زيارة له ولم تقم بأي طقوس جزع ونياحة ولم تمارس أي طقوس تحت عنوان الزيارة ولم تعطل الحياة كما يفعل أهل المكر والدجل والشعوذة ممن خالف هذه السيرة العطرة …

الثاني:- كان ذهابها-عليها السلام- في كل أسبوع مرتين لمقبرة شهداء أحد ليس للزيارة وممارسة طقوس الزيارة؛ وهذا ما يسقط أي قول أو رأي يعتمد على هذه الرواية ويطرحها كدليل على الزيارة؛ بل كان ذهابها هو بالتذكير بأيام رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- ومواقفه ومواقف أصحابه الكرام-رض- وتذكر الناس بمعسكر الحق وبمعسكر الباطل…

الثالث:- إن فعلها-عليها السلام- يدل بوضوح تام على أنها-عليها السلام- لم تتعرض لأي ضرب أو عصرة أو كسر ضلع أو إسقاط جنين (المحسن)؛ خصوصًا أنها-عليها السلام- وعلى مدة كل تلك الفترة ( 75 يوم ) حسب الرواية أستمرت على هذا الفعل كل يوم إثنين وخميس وتسير لمسافة 5000 متر ( 5 كيلومتر)؛ فلو كانت قد تعرضت لهكذا أمور لا يمكن المداومة على هكذا فعل وبنفس الرتابة والنهج ؛ فمن يستطيع أن يؤدي هكذا أمر بشكل منتظم وهو معلول بعلة بسيطة ؟!…

وبهذا تكون الزهراء-عليها السلام- قد:-

1-أبطلت: كل خرافات الجهل والاستئكال والشعوذة باسم آل البيت تحت عنوان الزيارة وما يرافقها من طقوس وممارسات وتخصيص أيام..إلخ ؛ خصوصًا أنها كانت تترك قبر ابيها-عليها السلام- القريب منها وتذهب لمقبرة شهداء أُحد البعيدة عنها. وكذلك القرب الزماني فهي تركت زيارة أبيها على الرغم من كون تاريخ وفاته قريب جدًا فلم تقم أو تخصص يومًا للزيارة. فلا مسير ولا أربعين ولا غيرها من طقوس أسس لها الإخبارية وفضلتهم …

2-أبطلت: كل الأقوال والآراء التي تقول أنها-عليها السلام- قد تعرضت لعصرة باب كسر ضلع وإسقاط جنين؛ ألجمت بهذا الفعل كل الأفواه التي تفوهت وتتفوه بالكذب لإثارة الفتن بين المسلمين

كل ذلك وغيره مما لم نحط به قد بينه وكشفه لنا المهندس الصرخي الحسني من خلال بحثه الموسوم (عاشوراء إصلاح الفكر والعقيدة والأخلاق) حيث من ضمن ما ذكره في هذا البحث :-

{{… أـ بَعْـدَ وَفَـاةِ خَاتَمِ الأنْبِيَاء(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) إلَى حِين وَفَاتِهَا كَانَت فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ(عَلَيْهَا السَّلَام). تَذْهَبُ إلَى قُبُورِ شُهَدَاءِ أُحُـد…لَكِن، لَيْسَ لِإقَـامَةِ مَرَاسِيمَ وَثَنِيَّةٍ وَطُقُوسٍ شِرْكِيَّةٍ. وَلَيْسَ لِلْتَّجْهِيلِ وَالاسْتِئْكَالِ بِاسْمِ الشُّهَدَاء(رض). وَإنَّمَا ذَهَبَت(عَلَيْهَا السَّلَام) لِـتَقُولَ:{هَـا هُنَـا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم). هَـا هُنَـا كَانَ الْمُشْرِكُونَ}. لِلتَّذْكِيرِ وَالتَّمْيِيزِ بَيْنَ مُعَسْكَرَي الحَقِّ وَالبَاطِل، لِلتَّمْيِيزِ وَالتَّفْرِيقِ بَيْنَ التَّوْحِيد وَالإشْرَاك.

بـ ـ {لَـمْ تُـرَ كَـاشِرَةً، وَلَا ضَاحِكَةً}، لِمَاذَا؟ لِأنَّهَا قَـد فُجِعَـت بِأبِيهَا النَّبِيِّ الكَرِيم(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم). فَـأيْنَ قَـبْـرُ أبِيهَا، وَأَيْنَ هِيَ مِن قَـبْـرِ أَبِيهَا( عَلَيْهِ وَعَلَيْهَا الصَّلَاةُ وَالتَّسْلِيم)؟!!

جـ ـ مُصَابُهَا وَعَزَاؤُهَا بِرَحِيلِ أبِيهَا الرَّسُول(عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الصَّلَاةُ وَالسّلام)، فَمَاذَا تَفْعَـلُ عِنْدَ قُبُورِ أُحُـد؟!! لِمَاذَا تَتْرُكُ قَـبْـرَ الرَّسُولِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) وَتَذْهَبُ لِقُبُورِ الشُّهَدَاء، فِي كُلِّ اثْنَيْنِ وَخَمِيس حَتَّى مَاتَت(عَلَيْهَا السَّلَام)؟!!

د ـ أكثرُ مِن [5000 مَتْرٍ] المَسَافَةُ مِن بَـيْـتِ فَـاطِمَة إلَى قُبُورِ شُهَدَاءِ أُحُـد، بَيْنَمَا المَسَافَةُ بَيْنَ بَيْتِ فَاطِمَةَ وَقَبْرِ النَّبِيّ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الصَّلَاةُ وَالسّلام) لَا تَتَجَاوَزُ [20 مَتْرًا]، فَكَيْفَ تَذْهَبُ(عَلَيْهَا السَّلَامُ) لِلأبْعَـد وَتَتْرُكُ الأَقْـرَبَ بَل وَالأشْرَف وَالأفْضَل وَالأحْدَث وَفَـاة(عَلَى النَّبِيّ وَآلِهِ وَصَحْبِه الصَّلَاةُ وَالتّسْلِيم)؟!!……}}…

ولكل من يريد أن يطلع على تفاصيل البحث؛ يرجى الدخول على الرابط التالي :-  https://www.facebook.com/Alsarkhyalhasny/posts/471705507807586

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

زر الذهاب إلى الأعلى