نون والقلم

احمد الملا يكتب: من فكر الصرخي.. عيسى ليس ربًا فوجوده ممكنًا وليس واجبًا

 يعتقد الأخوة المسيحيون أن عيسى بن مريم- عليه السلام-هو الله وهذا الاعتقاد غير صحيح وفق المقاييس العقلية قبل الشرعية التي عندهم قبل غيرهم؛ ففي الجانب المنطقي لا يمكن أن يكون عيسى- عليه السلام- هو الله أو هو الرب؛ لأن وجوده ممكن وليس واجب؛ فلو كان وجوده واجب لكان هو قديم أزلي ولم يسبقه خلق أو مخلوقات ولا كون أو أكوان؛ فمن الناحية العقلية والمنطقية أن الرب هو واجب الوجود ووجوب وجوده بالذات وهو ضروري الثبوت والوجود …

أما نبي الله عيسى- عليه السلام- فممكن الوجود لأن وجوده بالأساس كان بالغير؛ أي كان وجوده بواسطة وبسبب؛ فأي إله وأي رب يحتاج إلى الغير حتى يكون موجود؟ وهذا ما حصل مع عيسى- عليه السلام- حيث كان وجوده بالغير أو كان محتاجًا للغير حتى يكون موجود؛ فكان محتاجًا لوجود الله تعالى ومحتاجًا إلى أمه مريم- عليها السلام – ومحتاجًا إلى روح القدس؛ فكيف يكون الله أو يكون الرب وهو مسبوق بالخلق الذين هم كانوا من عوامل وجوده؟! أين الأزلية التي جعلت من عيسى-عليه السلام -أن يكون هو الله؟؟!!…

وقد بين سماحة المحقق الصرخي بطلان هذه العقيدة من خلال بحثه الموسوم (مقارنة الأديان بين التقارب والتجاذب والإلحاد) تحت عنوان (لا أزليّة ولا لاهوت.. في اتحاد اللاهوت بالناسوت)،وقد ناقش الأستاذ المعلم هذه العقيدة بصورة تفصيلية و سجَّل عليها عشرات الردود والإشكالات العلمية والاستفهامات النقضية التامة وبطرح جديد لم تشهده الساحة العلمية، والتي نسف فيها هذه العقيدة جملةً وتفصيلًا …

فكان من جملة ما ذكره السيد الأستاذ في بحثه المشار إليه قوله {{… ومادام العالم بل العوالم كانت قائمة قبل حدوث الاتحاد بين اللاهوت والناسوت، وقبل وجود عيسى-عليه السلام- فيبت أنَّ وجود عيسى ليس ضروريا للعوالم، بل لا حاجة للعوالم بعيسى أصلًا ، لأنَّها كانت موجودة وقائمة ومنتظمة قبل أنْ يوجد عيسى -عليه السلام- …….. ولمَّا كان عيسى متكونا من طبيعيتين اللاهوت والناسوت، وأنَّ وجود عيسى خارجًا قد تحقق بعد الاتحاد بين الناسوت واللاهوت، وأنَّ هذا الاتحاد قد تحقق متأخرًا أي في وقت حمل مريم بعيسى، فإنه يثبت أنَّ عيسى مُحدث وليس بقديم……. لما اتحد اللاهوت بالناسوت وتكونت طبيعة جديدة فهل هذه الطبيعة طبيعة لا هوتية أو طبيعة ناسوتية باعتبار أنَّ النتيجة تتبع أضعف وأخس المقدمتين، وأنَّ الناسوت أضعف وأخسّ من اللاهوت؟ أو أنَّها طبيعة جديدة لا لاهوتية ولا ناسوتية؟ أو أنَّها طبيعة لاهوتية ناسوتية معًا؟ وعلى جميع الفروض فإنَّها طبيعة جديدة تحقَّقت ووُجِدت بعد الاتحاد فهي طبيعة مُحدثة ليست أزلية وليست قديمة…}}… انتهى الاقتباس من كلام المحقق الصرخي …

طبعًا الكلام والنقاش طويل جدًا ويشمل العديد من الموارد التي سوف نغطي ما يمكن تغطيته منها مع مناقشة ما ذكر في العهد القديم والجديد بإذن الله تعالى …

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى