نون والقلم

احمد الملا يكتب: الخبث الإيراني والدفع بالحرب الأهلية في العراق

مما لاشك فيه إن التظاهرات العارمة التي تشهدها الساحة العراقية المطالبة بتغيير الواقع السياسي المرير الذي جر الويلات والمآسي على الشعب العراقي قد أثر بشكل كبير جدًا يفوق كل التوقعات والتصورات في التوسع والنفوذ الإيراني في العراق والمنطقة وحتى إن تأثيره أمتد إلى داخل إيران.

فتلك التظاهرات العراقية قد أثرت على المستوى الاقتصادي الإيراني الذي كان يتنفس من خلال العراق هذا من جهة، ومن جهة أخرى شلل الحركة السياسية في العراق أوقف العديد من المشاريع الإيرانية الاقتصادية والسياسية والتوسعية وباتت تلك التظاهرات حجر عثرة واضحة في طريق مشروع إيران التوسعي ويضاف إلى ذلك الخناق الأميركي على إيران من الناحية الاقتصادية والعسكرية.

لذلك فإن التخلص من كل هذا الضغط جعل إيران تسعى إلى إشعال فتيل أزمة عسكرية في العراق وعلى غرار المشهد السوري حتى يبقى نفوذها مستمر لأن استمرار التظاهرات وبهذه الطريقة السلمية والانضباط العالي من المتظاهرين العراقيين بدأ يطيح بالهيمنة الإيرانية، ولهذا نلاحظ إن مكر وخبث وخداع إيران بدأ في الأيام الأخيرة يسعى لزرع الفتنة الأهلية بين العراقيين من خلال عدة مستويات منها استهداف شخصيات ورموز دينية واتهما بالعمالة وذلك عن طريق جيوشها الإلكترونية وإلصاق ذلك بالمتظاهرين، وكذلك إدخال مجاميع مسلحة بين القوات الأمنية تقوم بالاعتداء على المتظاهرين بالخفاء والعلن وقتلهم وحرق خيامهم، ممارسة عمليات الخطف والاغتيال للناشطين، زرع مجاميع داخل التظاهرات تقوم بالاعتداء على القوات الأمنية، وعلاوة على ذلك كله هو الضغط على الطبقة السياسية بعدم تلبية مطالب المحتجين وقمعهم من أجل حصول حالة من اليأس من الخيارات السلمية واللجوء إلى الجانب العسكري للمتظاهرين.

وكل ذلك من أجل إحداث تصادم مسلح ونشوب حرب أهلية تستطيع من خلالها إيران أن تعود وبكل قوة للسيطرة على الساحة العراقية وتتعدى مرحلة السيطرة على الجانب السياسي لتصل إلى مرحلة السيطرة حتى على الشارع الذي رفض وبكل قوة الاحتلال الإيراني والهيمنة الإيرانية على العراق، وهذا ما حذر ويحذر منه المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني من خلال مجموعة من التغريدات على حسابه الشخصي في تويتر ( @AlsrkhyAlhasny) حيث بين إن مكر وخبث إيران قائم على إثارة حرب أهلية في العراق، حيث قال …

{{…  اتّضَحَ جَلِيًّا أنّ مَكرَ إيران يعمَلُ جاهِدًا بِمُخَطّطٍ خَبيثٍ لِتَشتِيتِكم وَدَفعِكم لِلتّصادُمِ مَعَ الجيشِ والشُّرطَةِ لِإيقاعِ الفِتَنِ والدَّفعِ نحوَ حَربٍ أهلِيّةٍ، تَفْتِكُ بأبناءِ العِراق, وَمِن هُنا أكّدْنَا على السِّلْمِ وحُرمةِ الاعتِداء، كما نؤكّدُ على لَزومِ تَحَرّكِ العراقيينَ الشّرَفاءِ, مِن ذَوِي الإطلاع والخِبرةِ, نحوَ المَحكَمَةِ الجِنائِيّة الدّولِيّة، والمَحاكمِ والمنظَّماتِ المُختَصّة بالقانونِ وحقوقِ الإنسان، في أوربّا وكلّ ِ البُلدانِ، من أجلِ رَفْعِ دَعَاوَى وَشَكَاوَى ضِدَّ رؤوسِ الجريمةِ والإرهاب. }}… انتهى الاقتباس ..

لذلك ننصح ونؤكد على عدة أمور منها وأبرزها الدعوة لتدويل القضية العراقية من خلال توجيه الخطاب إلى الأمم المتحدة والإتحاد الأوربي للتدخل وحماية المتظاهرين العراقيين من البطش والقتل الذي تمارسه إيران وذيولها بحق المتظاهرين السلميين، وكذلك التأكيد على سلمية التظاهر والحفاظ عليها وعدم الانجرار خلف أية أعمال عنف حتى يتم وأد هذا المشروع الإيراني الخبيث الذي يراد منه حرق العراق وشعبه والهيمنة عليه من قبل ولاية الطاغوتية الإيرانية.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
tF اشترك في حسابنا على فيسبوك وتويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى