نون والقلم

احمد الملا يكتب: ابن تيمية سلوكيًا متمسكًا بمنهج التوحيد.. الصرخي مبينًا

لا يخفى على أحد أن الجانب العلمي والنظري يعني كل ما هو محصور في الأطر النظرية الموجودة في الأذهان وإذا خرجت إلى الواقع فهي تبقى بين دفات الكتب مالم تترجم إلى سلوك وتطبيق؛ فالجانب النظري يختلف عن الجانب العملي والسلوكي؛ فالنظرية شيء والتطبيق شيء آخر؛ النظرية هي فكرة ذهنية؛ أما السلوك فهو التطبيق.

لذلك فإن اختلافنا مع ابن تيمية في مسألة التجسيم والتشبيه هو خلاف علمي نظري ومنحصرًا في هذا الجانب؛ فهو أي ابن تيمية من الناحية النظرية والعلمية هو مجسم مشبه.

أما من الناحية التطبيقية والسلوكية فلا يوجد خلاف مع ابن تيمية؛ لأن ابن تيمية كان سلوكه وتطبيقه مغايرًا ومختلفًا عن نظريته التجسيمية؛ فلم نجد له أي مورد أو أثر يدل على أنه كان مطبقًا لهذه المعاني النظرية؛ فهو عاش ومات وهو يدافع عن توحيد الله تعالى رافضًا لكل معاني وصور الشرك أو الإشراك بالله تعالى؛ فهو من الناحية النظرية مجسم ومن الناحية التطبيقية موحد .

وهذا على خلاف مرجعيات الشيعة؛ حيث جسدوا نظرية التجسيم والتشبيه وطبقوها على أرض الواقع وأصبحت سلوكًا ومنهجًا لهم ومن يرجع إلى تفسير القمي يرى ذلك واضحًا وشاخصًا وكذلك كتاب التوحيد للصدوق الذي بين فيه كيف أن الشيعة قالوا بالتجسيم والتشبيه على الرغم من رفض الأئمة-عليهم السلام- لتلك العقائد وتكفير كل من يقول بها.

وكان التطبيق السلوكي الأكثر وضوحًا في ذلك عند الشيعة هو قولهم بألوهية الأئمة-عليهم السلام- كالسبئية والخطابية وغيرهم ممن قال بألوهية الإمام علي-عليه السلام- والإمام الصادق-عليه السلام- بشكل خاص وبألوهية باقي الأئمة-عليهم السلام- بشكل عام والتي تفرعت منها نظريات الحلول والاتحاد؛ أي حلول الله تعالى بجسد الإمام المعصوم!! فتمت ترجمة هذه العقيدة (التجسيم والتشبيه) عند الشيعة إلى سلوك وتطبيق .

بمعنى آخر إن الشيعة وابن تيمية اتفقوا بالجانب النظري على التجسيم والتشبيه؛ لكن اختلفوا في التطبيق. فابن تيمية لم يسلك أو ينهج منهج الشيعة في هذا الجانب كما بينا ذلك أعلاه. فابن تيمية عمل وبذل جهدًا كبيرًا في تقديس وتنزيه الله تعالى وتوحيده سلوكيًا. وعمليًا على الرغم من كونه نظريًا وعلميًا مجسم ومشبه.

أما الشيعة فنظريا وتطبيقيًا جسدوا وشبهوا الذات الإلهية المقدسة حتى قالوا ( الإمام هو الله والله هو الإمام ). وهذا قمة التجسيد والتشبيه نظريًا وتطبيقًا ؛ شاهد الفيديو المرفق على الرابط أدناه لتعرف حقيقة سلوك الشيعة :-

وهذا ما بينه المهندس الصرخي الحسني في بحثه الموسوم [تَأْسِيسُ العَقِيدَة…بَعْدَ تَحْطِيمِ صَنَمِيَّةِ الشِّرْكِ وَالجَهْلِ وَالخُرَافَة] وخصوصًا النقطة الثامنة التي حملت عنوان [ابْنُ تَيْمِيَّةَ إِمَامُ تَوْحِيدٍ…بِخِلَافِ مَرَاجِعِ الشِّـيعَة…بِإِقْرَارِ القُمِّيّ] حيث قال:-{{..سَادِسًا ـ نَخْتَلِفُ مَعَ الشَّيْخِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ(رَحِمَهُ اللهُ) فِي الكَثِيرِ مِنَ المَسَائِلِ. فِي الأُصُولِ وَالفُرُوعِ، فِي التَّأْصِيلِ وَالمَبْـنَى، فِي النَّتِيجَةِ وَالأَثَرِ. فِي السُّلُوكِ وَالأُسْلُوبِ:

يَجِـبُ الاِلْتِفَاتُ إِلَى أَنَّ اخْـتـِلَافَـنَـا مَعَ جَنَابِ الشَّيْخِ فِي مَسْأَلَةِ التَّوْحِـيدِ الأُسْطُورِيِّ (الرَّبّ الشَّابّ وَالتَّجْسِيم وَالتَّشْبِيه) اِخْـتِـلَافٌ عِـلْمِيٌّ نَـظَـرِيٌّ…أمّـا فِي العَـمَلِ وَالمْظَاهِـرِ وَالسُّـلُوكِ، فَـلَا خِلَافَ فِي كَوْنِ الشيخِ(ابْنِ تَيْمِيَّةَ) إمَـامَ تَـوْحِيدٍ بِحَـقّ. قَـد قَـضَى عُـمْرَهُ مُتَمَسِّـكًا بِـمَـنْهَـجِ التَّـوْحِـيدِ، وَضّحَّى بِحَـيَاتِـه نُـصْرَةً لِلـتَّـوْحِيدِ الحَـقّ. وَمَـاتَ عَلَى التَّوْحِيدِ الحَقّ….}}.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدول

زر الذهاب إلى الأعلى