نون والقلم

إعلام أذكى إخواته!

 

مابين الحين والأخر أجدنى مدفوعة دفعًا لتذكر مقولة الكاتب الكبير “محمد المخزنجى”(ديكتاتورية العوام )؛ لتفسير بعض الأفعال غير المسئولة التى يقوم بها إعلاميون يتغنون ليل نهار بأنهم مقربون من الرئيس السيسي؛ وأنه لايتخذ قرارًا بدون الرجوع إليهم، أو على الأقل لايمر يومًا بدون أن يكون هناك حوار ذو شجون بينهم.

وإذا كان هذا الكلام حقيقيًا أو مماتُخيله لهم أنفسهم؛فإن الأمر لم يكن ذات أهمية بالنسبة لي ولآخرين مثلي لا ينظرون لتلك الإرهصات، سوى للتندر بين الأصدقاء مع إحتساء فنجان شاي بين الحين والآخر خارج أُطر العمل؛ ولكن الأمر يصبح مثيرًا للجدل إذا تعدى خطوط التباهي وادعاء الإقتراب من صاحب القرار.

وكم عانينا كثيرًا مع تلك النوعية من الإعلاميين بداية من “صاحب طَشِّت الملوخية”الذي تفتق ذهنه، بعد مجهود،عن كتابةعمود يتقرب به إلى الرئيس السابق “محمد حسني مبارك” باظهار كم معاناته، وحدود تفانيه فى خدمة الشعب إلى حد حرمانه من رائحة طَشِّت الملوخية؛وكأن مبارك مثل فؤاد المهندس في الدويتو الشهير مع شويكار يدخل المطبخ يبحث عن أنواع الطعام!

بالطبع حظى صاحب “الطَشّة” بشُهرة بين العامة والصفوة ما كان سيحصل عليها؛لو كتب  مايضاهي “مُعَلّقةامرؤالقيس”!.

رحل مبارك، واعتقدنا أن حاملي المباخر سيختفون ويتبخرون؛ولكن أحيانا تأتى الثورات بما لايشتهي الشعب؛ وأصبح السادة المفكرون والإعلاميون متصدرو المشهد؛ وكأنهم أحفاد الدبة التي قتلت صاحبها؛ فخرجت علينا الدكتورة عزة أحمد هيكل في رمضان الماضي مدعية أن الرئيس السيسي  يتابع المسلسلات؛وكأنها حولته من رئيس جمهورية لديه العديد من الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية الهامة إلى ناقد فني يتابع عمله بدأب، ولم تعرف سيادتها أن عوام الناس يتعاطون المسلسلات كوسيلة للخروج من أزماتهم المالية ومايهمهم ليس وجود رئيس يشاهد المسلسلات؛ولكن رئيس لايغادر مكتبه إلاسويعات قليلة، ليعود إليه مستكملًا عمله في حل أزمات المواطن المزمنة.

وتمر الأيام ليخرج علينا، أيضًا، مجدي الجلاد، مرتديًا دروع المعارضة متسلحًا بمجموعة من الصراصير، يكتب عنها؛ وكأنه أحد نجوم الإعلانات عن المبيدات الحشرية!.

وأخيرًا، وليتها تكون آخرًا؛تمطع الكاتب ياسر رزق فأنجب رؤيته عن نظارة السيد الرئيس السوداء؛ولأن سيادته يعامله البعض على أنه أذكى إخواته من الأعلامين؛ وأنه صاحب الحظوة عند الرئيس؛ لذا يصول ويجول بين الحين والآخر؛لينشر أخبارًا عن الرئيس ومؤسسة الرئاسة فحواها أنه العالم ببواطن الأمور؛وتعدى هذا إلى أنه قرر إلباس السيسي مسوح القديسين إلى حد البكاء الذي يجعله يخفي عينيه بنظارة سوادء؛ولو أن سياداته تروى قليلًا لوجد أن بوتين كثيرًا مايرتدي نظارة مماثلة فهل نفكر جديًا في أخذ العهد من سيدى “بوتين”، أما “مادى”بطلة إحسان عبد القدوس في “النظارة السوداء” كانت النظارة بمثابة التعبير عن التخفي والاستهتار واللامبالاة!.

يا سيدى  قلب السيسي ونيته وخشوعه؛علمها عند الله فهل شققت عن قلبه.

هناك العديد من المواقف روايتها خارج السياق تعطي معنى مخالفًا تمامًا، وكفانا..كفانا فليس كل مايُرى  يُقال؛ وكفى بالمرء كذبًا أن يحدّث بكل ماسـمع.

 

زر الذهاب إلى الأعلى