
إسرائيل والجدار العازل .. حكاية خوف !
“إسرائيل” .. الكيان الصهيوني الذي هجر شعبًا بأكمله، ولا يزال، ومنع الفلسطينيين من دخول منازلهم وقراهم، وهم على مرمى حجر، في مناطق احتلها في الضفة الغربية وغيرها، وصادر أملاك الفلسطينيين بحجة غيابهم عنها بعدما حرمهم منها.. كيف خطر ببالنا نحن العرب أن تصبح هذه الدولة التي ترقص على الدم وطنًا للاجئين بعد هجرتهم من بلادهم؟.
الكيان العبري الذي دائمًا ما يظهر وجه البراءة ويعيش في دور الضحية رغم المجازر والجرائم التي يرتكبها يوميًا، كشف أخيرًا عن وجه الحقيقي؛ فبعد أن خدعت الكثير الدعوات الإسرايئلية لاستقبال اللاجئين السوريين، أعلن أنه أصغر من أن يستوعب اللاجئين.
إسرائيل بدت وكأنها تواجه احتشاد الآلاف من السوريين على حدودها، يطالبونها باللجوء إليها، رغم أن أحداً لم يطرق أبوابها، إلا أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، حسم النقاش الافتراضي الإنساني، معلناً رفضه الفكرة، ومؤكداً أن إسرائيل دولة صغيرة، لا يمكنها استيعاب لاجئين.
وفي الحقيقة، إسرائيل تخشى استغلال المهاجرين الأفارقة والمتشددين الإسلاميين المنضوين تحت راية الجهاد العالمي من التمكن من دخول البلاد، خاصة وأن العديد من الشتات الأفريقي يفرون أيضًا هربًا من الدكتاتوريات الوحشية في إريتريا والصومال، لذلك قررت مواجهة الخوف والرعب الذي سيطر عليها بتشييد جدار عازل على حدودها مع الأردن.
ورغم أن حدود إسرئيل مع الأردن آمنة، إلا أن الأولى تخشى مما هو أخطر من اللاجئين، فحسب مقالة للكاتب ماهر أبو طير نشرتها جريدة الدستور الأردنية، فإن إسرائيل نظرت نظرة مستقبلية للوضع في الأردن؛ فالجدار ذاته إذا أقيم قد يمنع تسلل أفراد من أجل القيام بعمليات، لكنه لن يمنع رشقات الصواريخ، ولا كل محاولات التسلل بالمطلق من جانب أي تنظيمات.
سيناريوهات إسرائيلية كثيرة كانت تتوقع أن تعم الفوضى في الاردن، وأن تسقط الدولة تمامًا، وان يتحول الاردن الى اكبر تهديد للاحتلال، بحيث يصبح محطة او مستقرا لالاف المقاتلين او الجماعات التي تريد محاربة اسرائيل، فالمخاوف الاسرائيلية واضحة، من المستقبل، وربما هي تتكأ على قراءات تقول ان سلامة الاردن من فوضى الجوار، قد تبدو مؤقتة، في ظل هشاشة امنية في كل المنطقة، ومشاكل اقتصادية داخل الاردن، ولربما قراءتها للاعوام المقبلة، تجعلها تمد الجدار على طول حدودها مع الاردن، استباقا لاي احتمال.