
إخوان اليمن.. بين البنين!
يظهر الدور المتخاذل الذي يلعبه حزب الإصلاح اليمني ” الإخوان فى اليمن” في معركة تحرير تعز من الانقلابيين ، بأنه دور مشبوه يهدف إلى إنهاك قوى المقاومة الشعبية، والظهور المكثف في اللحظات الأخيرة من المعركة بحيث يتمكن من قطف ثمار النصر في اللحظة المناسبة.
و هذه الإستراتيجية هي إستراتيجية إخوانية معروفة ومجربة في أكثر من دولة عربية وفي أكثر من مناسبة.
وكان يمكن أن يتحالف الإخوان اليمنيون مع الحراك لولا الثأر القديم بينهم وبين الحزب الاشتراكي اليمني بسبب ما يعرف بحرب الانفصال عام 1994 والتي كان فيها الإصلاح حليفا لعلي عبد الله صالح.
تاريخ من تبدل المواقف
يشكل تاريخ الإخوان المسلمين في المنطقة سلسلة طويلة من الممارسات الملتبسة التي اختلط فيها الدين بالسياسة، واختلطت فيها رغبة الوصول للسلطة بالتحالف .
ويشكل تاريخ الحركة في مصر التي أنشئت فيها الجماعة في عام 1928 نموذجا للدور الذي لعبته في حياة المنطقة.
وخلال ثورة 25 يناير 2011 قفز الإخوان على الثورة وحاولوا طبع الحياة السياسية بطابعهم الخاص خصوصا بعد وصول أول رئيس ينتمي لهم لسدة الحكم وقد حاولوا خلال هذه الفترة إقصاء شركائهم في ثورة يناير من خلال محاولة أخونة المؤسسات والتشريعات وتفصيلها على مقاسهم وهو ما استفز القوى الأخرى التي انتفضت في الثلاثين من يونيو لتطيح بالرئيس محمد مرسي، وتأتي بفترة انتقالية أصدرت خلالها الحكومة قرارا بحظر الجماعة واعتبارها منظمة إرهابية.
العقدة الإماراتية
و حسب تقرير وكالة انباء الشرق الاوسط فإن الإخوان المسلمين في اليمن يحاولون ابتزاز موقف سياسي من دولة الإمارات العربية المتحدة كشرط من شروط تراجعهم عن حالة التخاذل التي يبدونها في معركة تحرير محافظة تعز من الانقلابين.
وقالت هذه المصادر في تصريحات للوكالة إن حزب الإصلاح وقواعده في محافظة تعز يعملون على ربط حجم مشاركتهم وطبيعة هذه المشاركة ومداها بمقدار تغير الموقف السياسي لدول التحالف وخاصة الإمارات من حركة الإخوان المسلمين لا في اليمن فحسب بل وفي الإقليم.
وذكر ت تلك المصادر أن هذه المحاولات وصلت إلى طريق مسدود، وأن موقف الإمارات من جماعة الإخوان ليس موقفا تكتيكيا بل هو موقف استراتيجي ينطلق من فهم عميق لطبيعة الدور التخريبي المنظم الذي لعبته جماعة الإخوان في المنطقة والذي أنتج سلسلة من التنظيمات الإرهابية التي انتشرت بشكل وبائي في عموم المنطقة وأدت إلى زعزعة الاستقرار فيها وإهدار مواردها البشرية والمالية.
وقالت المصادر إن حزب الإصلاح لا يمكن أن يكون شريكا مؤتمنا للتحالف في الوقت الذي يحتضن ويمد تنظيم القاعدة بالكوادر والأسلحة التي تمكنه من زعزعة الاستقرار في المناطق والمحافظات الجنوبية التي تم تحريرها.