
إخماد حرائق مستودعات نفطية ببورتسودان عقب هجوم بمسيرات
أعلن الدفاع المدني السوداني يوم الأحد عن السيطرة الكاملة على الحرائق التي اشتعلت في المستودعات النفطية الرئيسية ومواقع أخرى بمدينة بورتسودان. وتعد المدينة مقراً للحكومة المرتبطة بالجيش منذ اندلاع النزاع مع قوات الدعم السريع قبل نحو عامين.
وأوضح مدير الدفاع المدني عثمان عطا في بيان أن كافة الحرائق الموجودة في المستودعات الاستراتيجية والمواقع المختلفة تم إخمادها، رغم الظروف الصعبة وكثرة المخزونات البترولية. وأشار إلى أن العملية تمت عبر خطة عمل متقنة وجهود كبيرة.
كانت السلطات الموالية للجيش قد اتهمت قوات الدعم السريع بتنفيذ هجوم بمسيّرات يوم الإثنين الماضي، مما تسبب في اشتعال النيران في مستودع الوقود الرئيسي ببورتسودان، محذرة من كارثة محتملة نتيجة انتشار ألسنة اللهب في المستودعات الممتلئة بالوقود.
هجمات يومية بالطائرات المسيّرة
وتشهد المدينة منذ الأسبوع الماضي هجمات يومية بالطائرات المسيّرة، وهي ضربات يقول الجيش إن قوات الدعم السريع تقف وراءها. واستهدفت هذه الهجمات مواقع حيوية، منها الجمعة الماضية عندما امتدت الضربات ليومها السادس على التوالي، وفقاً لمصدر عسكري تحدث لوكالة فرانس برس.
وأكد المصدر العسكري أن مضادات الطيران التابعة للجيش تعاملت مع الطائرات المسيّرة التي كانت تستهدف منشآت المدينة. كما أُبلغ عن قصف لطائرات مسيرة أصاب محطة الكهرباء التحويلية في مدينة عطبرة، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر، حيث تقع بورتسودان.
في الأيام الأخيرة، صعدت الهجمات بالطائرات المسيّرة لاستهداف مواقع استراتيجية ببورتسودان التي بقيت حتى وقت قريب بمنأى نسبي عن آثار الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
قوات الدعم السريع نفذت ثلاث غارات جوية بطائرات مسيرة
أكد مصدر عسكري أن ضربات بمسيّرات استهدفت مستودعات وقود جنوب المدينة، حيث نفذت قوات الدعم السريع ثلاث غارات جوية بطائرات مسيرة أدت إلى اندلاع حرائق واسعة في تلك المخازن.
وامتدت الضربات لتطال منشآت أخرى، بما في ذلك قاعدة فلامينغو البحرية، ومرافق حيوية كالميناء والمطار المدني الدولي. ووصفت الأمم المتحدة المطار بأنه “شريان الحياة للعمليات الإنسانية”.
من جهة أخرى، أفاد مصدر عسكري يوم السبت بأن المضادات الأرضية التابعة للمناطق العسكرية القريبة أسقطت طائرتين مسيرتين كانتا تهدفان لضرب منشآت قرب بورتسودان، بينما قال شهود عيان إن طائرات مسيّرة استهدفت أيضاً مطار عطبرة شمال السودان.
وتعد بورتسودان مركزاً رئيسياً للمساعدات الإنسانية وتضم وكالات الإغاثة الدولية وآلاف النازحين. ومع استمرار الأزمة، يواجه السودان انقساما متزايداً بين المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش في الشمال والشرق، وتلك التي تخضع لنفوذ قوات الدعم السريع جنوباً وغرباً، حيث يسيطرون تقريباً على كامل منطقة دارفور.
الحرب التي اندلعت بين الطرفين خلفت عشرات الآلاف من القتلى ونزوح ملايين السكان، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.