اخترنا لكنون لايت

أمير الشعراء.. شاعران من المغرب ولبنان ينضمان إلى قائمة المتأهلين

بعد منافسات عكست تجارب أربعة شعراء، تأهل الشاعر المغربي عثمان الهيشو قرابشي والشاعرة اللبنانية علا خضارو بقرار لجنة التحكيم، بينما أهل تصويت الجمهور الشاعر الموريتاني المختار عبدالله صلاحي للمرحلة الثانية من مسابقة «أمير الشعراء» وذلك خلال الحلقة الرابعة المباشرة التي أقيمت على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي مساء أمس الخميس، وبُث البرنامج الذي تنتجه هيئة أبوظبي للتراث على قناتي «أبوظبي» و«بينونة». 

وحضر الحلقة الدكتور سلطان العميمي المدير التنفيذي لقطاع الشعر والموروث بالإنابة في هيئة أبوظبي للتراث، وعبيد خلفان المزروعي المدير التنفيذي لقطاع المهرجانات والفعاليات بالإنابة، وأعضاء اللجنة الاستشارية للبرنامج الدكتور محمد أبو الفضل بدران، والدكتور عماد خلف، والشاعر رعد بندر، وجمهور من الشعراء والإعلاميين والأدباء ومحبي الشعر. 

 التقليد والحداثة:  

أمام لجنة التحكيم المكونة من الدكتور علي بن تميم، والدكتور وهب رومية، والدكتور محمد حجو. تباري إلى جانب المتأهلين كل من المصري أحمد نناوي  والألماني عماد أحمد أبو أحمد.    

والبداية مع الشاعر أحمد نناوي والذي ألقى قصيدة بعنوان «ما أخطأهُ المخرج وصحّحتهُ الكاميرا» عنها قال الدكتور علي بن تميم: «بأنها تطرح إشكالية الحداثة والتقليد، والشاعر انحاز إلى النص التقليدي، وسخر من الحداثة»، واصفاً انحيازه للتقليد «بأنه انحياز إلى الغنائية».  

وأوضح الدكتور محمد حجو: «أن الشاعر يحاكم بعض مضامين الحداثة، وإن موضوع النص قد يلائمه أكثر قالب الدراما المسرحية، وأضاف أنه على الرغم مما شاب القصيدة من بعض النثرية فإن توظيف الشاعر للحس الغنائي أضفى مسحة من الجمال التصويري على روح النص». 

ووصف الدكتور وهب روميّة القصيدة بأنها «هجائية ساخرة يؤديها سرد شعري تتخلله عبارات من الأدب الشعبي فتزيده رقة وبساطة وعذوبة، وفي القصيدة نزعة عقلية أدت إلى تقشف بلاغي واضح».  

ومن ثم ألقى الشاعر الثاني عثمان الهيشو قرابشي قصيدة «سيدة الأسرار» التي نالت إشادة لجنة التحكيم، وقال الدكتور محمد حجو: «إن فكرة القصيدة يؤطرها التناص العام مع الموروث الشعبي، ولغة التعبير فيها لا تختلف عن صور الأحلام التي تخرق مقاييس الزمان والمكان».  

وأوضح: الدكتور وهب روميّة: «القصيدة عامرة بالضوء والحب والأسرار ومظاهر الطبيعة، ووصف قسمات القصيدة وملامحها بأنها أسطورية تؤكد الطابع الغامض للأم».   

أما الدكتور علي بن تميم فوصف من جهته القصيدة بأنها رائعة تحقق الوحدة الموضوعية وتتنامى فيها التفاصيل وتتسع لتصنع صورة للأم تتسم بالمحبة والإنسانية.  

لجنة التحكيم

 دلالات ورموز:  

بعنوان «قرميد بلا ظلال» قرأت الشاعرة علا خضارو قصيدتها التي وصفها الدكتور وهب رومية بأنها قصيدة بديعة، وتوقف عند مواضع في القصيدة لبيان ما تحمل من دلالات ورموز، وقال: «إنها تصور مرارة خيبة قاسية، وتصدع يقين تاريخي، وحيرة تضع مفهوم الهوية موضع المساءلة، وإن غياب ضمير المتكلم يدل على أن الشاعرة تعبر عن جماعة من الناس لا عن حزنها الشخصي وحده». 

وقال الدكتور علي بن تميم: «إن أبيات القصيدة تنقسم بين الفخر والتفاؤل في الشطر الأول من كل بيت والحزن والتشاؤم في الشطر الثاني»، مشيراً إلى أن هناك اضطراباً لاسيما عند الانتقال من حالة نفسية إلى أخرى مضادة لها، وذكر: «أن حضور بيروت وفيروز في القصيدة كان خافتاً».  

وأوضح الدكتور محمد حجو ما انطوت عليه القصيدة من تصوير وبلاغة في أبياتها وتراكيبها الشعرية، وذهب إلى أن القصيدة تميزت بالتعبير السلس، والصور المعبرة، والتلوين الموسيقي، وقال: «إنها جمعت في مطلعها بين أيقونتين من روح لبنان وتاريخه وأرضه». 

وجاءت قصيدة آخر المتنافسين الشاعر عماد أحمد أبو أحمد بعنوان «زغردات جرحٍ دمشقي» التي ناقش الدكتور علي بن تميم عدة جوانب منها مؤكداً بأنه «على الشاعر أن يمتح من الحياة اليومية ويعكسها بكل جدليتها وأن يكون الشعر معبراً عن اللحظة الراهنة، كما وصف القصيدة بالجيدة»، لكنه قال: «إنها تعاني من بعض الارتباكات في صياغتها، وافتقدت إظهار خصوصية دمشق».   

أما الدكتور محمد حجو فناقش ما احتوته القصيدة من معان وتراكيب لغوية، وصور بلاغية، وقال: «إن فيها صوراً وتعابير بديعة تنضح عذوبة ورشاقة في الأداء اللغوي». 

أما الدكتور وهب روميّة فأشار إلى «أن القصيدة تظهر فيها الوحدة الموضوعية بقوة مما يمنحها الطابع الحداثي» وأثنى على ثرائها بالمجاز وقوة تصويرها وأشار إلى أن ما لفت نظره في القصيدة وجود ظاهرة الانحراف الأسلوبي فيها، وظاهرة رد الأعجاز على الصدور التي وصفها بأنها ظاهرة رائعة أغنت موسيقى القصيدة. 

 أثر شاعر:  

في فقرة «أثر شاعر» تحدث المشاركون في الأمسية، عن الشعراء الذين تأثرت تجاربهم الشعرية بهم وبشعرهم، فاختار عماد أبو أحمد الحديث عن الشاعر عمر أبوريشة (1910-1990م) وإسهاماته في المشهد الشعري العربي، فيما تحدثت علا خضارو عن الشاعر إيليا أبوماضي (1889-1957م) أحد رواد أدب المهجر متناولة خصائص شعره، وتحدث عثمان الهيشو عن الشاعر أحمد المعداوي (1936-1995م) وسماته الشعرية، بينما وقع اختيار أحمد نناوي على الشاعر محمد عباس محفوظ أحد رواد شعر العامية في مصر ليتحدث عنه وعن قصائده. 

كما استضافت الحلقة الفنانين السوريين غسان وإنجل، اللذين تغنيا بالعربية الفصحى على المسرح بمصاحبة آلتي العود والجيتار، وعبرا من خلال حوارهما مع مقدم الحلقة الإعلامي نيشان عن سعادتهما بوجود برنامج مثل «أمير الشعراء» ليبرز مواهب الشعر العربي الفصيح.   

وأعلنت لجنة التحكيم قرارها بتأهل الشاعر عثمان الهيشو قرابشي بحصوله على 46 درجة من 50، والشاعرة علا خضارو التي حصلت على 45 درجة من 50،  فيما نال عماد أحمد أبو أحمد 44 درجة، وأحمد نناوي 37 درجة، وسينتظران  نتيجة تصويت الجمهور التي ستعلن في الحلقة المقبلة المتأهل منهما إلى المرحلة التالية. بينما جاءت نتيجة تصويت الجمهور خلال الأسبوع الماضي بتأهل  الشاعر الموريتاني المختار عبدالله صلاحي بحصوله على 82 نقطة من 100، لينتقل للمرحلة الثانية برفقة الشاعر السعودي حسين علي آل عمار، والجزائرية نجوى عبيدات من الجزائر، اللذين تأهلا المرحلة التالية بقرار لجنة التحكيم في الحلقة السابقة. 

  

     t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

بواسطة
نون - أبوظبي - عبير يونس  
زر الذهاب إلى الأعلى