نون والقلم

أمة تقرأ

هذه أمة قرأت وكتبت وأنارت دروب البشرية.

أمة تسلمت الأمانة بكلمة «اقرأ» ونشرت الرسالة بكلمة «اقرأ»، وخاضت معارك مع الجهل ورايتها مكتوب عليها كلمة «اقرأ».

عندما كان الآخرون يسفكون الدماء، ويعيشون في عصر الظلمات، كانت هذه الأمة تعلم وتبحث وتدرس وتقارن وتكتشف عبر الكتاب والقراءة.

نزل الوحي عليه السلام ليقول للمصطفى المختار صلوات الله عليه وسلامه «اقرأ» ويكررها مرات حتى وضع أساس دين عظيم على سورة، هي البداية، وهي اللانهاية في دنيا تتغير وتتبدل وتتطور، وتبقي «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ»، وعلى مر العصور هي الركن الذي تبني عليه الحضارات، وترتقي به البشرية ولم نتراجع عبر الأزمان إلا بعد أن فارقنا القراءة والعلم، عندما نسينا الكتاب وتجنبنا القلم والقرطاس، يومها منحنا الغريب حقاً لا يملكه، فأصبح هو الذي يقرأ ما كتبناه، وهو الذي يسير على درب خططناه، وهو الذي يستفيد من علم تعلمناه، فاخترع وصنع وأنتج وباعنا بضاعتنا.

حملة رمضان لهذا العام تعيدنا إلى الأصل، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يضع لبنة فوق الأساس، ويطلق «أمة تقرأ»، حملة الخمسة ملايين كتاب، لخمسة ملايين محروم من القراءة، لأولئك الذين انقطعت بهم السبل في مخيمات اللاجئين، من شردتهم قسوة البشر والظروف، وفي كل ديار المسلمين.

إنها مبادرة خير من رجل اعتاد فعل الخير، أراد أن نتشارك جميعاً في إنجازها خلال هذا الشهر الفضيل، كل حسب إمكاناته، فالقصد ليس تجميع الكتب، ولكنه التقدير وحفظ مكانة القراءة، وكلنا ثقة بأن الحملة ستكلل بالنجاح ما دامت محاطة باهتمام صاحب القلب الكبير.

زر الذهاب إلى الأعلى