نون والقلم

مرسي عطا الله يكتب: ليس بالمظاهرات ولا بالاحتجاجات!

يخطيء من يظن أن مصر يمكن أن تقع مجددا فى فخ الفوضى والانفلات الذى ذاقت ويلاته فى السنوات العجاف لأنه مهما تكن من حدة المصاعب المعيشية المصاحبة للعملية الجراحية فى الجسد الاقتصادى المصرى فإن الحل ليس بالمظاهرات ولا بالاحتجاجات.

إن دروس السنوات العجاف لا ينبغى أن تغيب عن أذهان المصريين لحظة واحدة وكفى ما تكبدناه بسبب مخططات التهييج والدق على أوتار الهموم والمشكلات من خلال أجندات ابتزاز حزبية وفئوية كانت هى ثغرة النفاذ للتسلل واختطاف الدولة المصرية.

والحقيقة أن أوجاع العملية الجراحية لإنقاذ الاقتصاد المصرى ربما تكون فوق قدرة وطاقة نسبة لا يستهان بها من أصحاب الدخول الثابتة، ومن ثم يتوجب على الحكومة مراعاة ذلك بعدد من الإجراءات والتيسيرات بينها مثلا التوسع فى نشر مظلة الدعم المستحق للموظفين والعمال وأرباب المعاشات وطلاب المدارس والجامعات من خلال الاشتراكات الموسمية المخفضة لتذاكر القطارات وأتوبيسات النقل العام وسائر خطوط شبكة المترو.

وليس يكفى أن تقوم الحكومة بمسئوليتها الاجتماعية المنصوص عليها فى الدستور وإنما يستلزم الأمر توضيح كامل أبعاد الصورة للرأى العام لأن كثيرا من الحقائق التى تبريء ذمة الحكومة من التقصير مازالت غائبة، وبالتالى فإن كثيرا من الناس لا تفهم ماذا يجرى فتحدث البلبلة ولا يفيد أحد من هذه البلبلة سوى أعداء الوطن!

والشعب الذى ارتضى من تلقاء نفسه أن يربط الأحزمة على البطون بعد نكسة يونيو 1967 وقدم كل ما يملك من مال وغذاء وكساء لخدمة المجهود الحربى حتى تحقق العبور المجيد فى أكتوبر 1973 هو ذات الشعب الذى لن يتردد فى تكرار نفس النهج اللازم والضرورى لبناء جسور عبور جديدة باتجاه شواطيء الإصلاح الجذرى والحتمى للاقتصاد المصرى العليل، خصوصا وأننا قطعنا شوطا طويلا فى هذه المهمة الصعبة، ولم يعد متبقيا سوى المزيد من الصبر والفهم والتحمل.. وظنى أن المصريين قادرون!

نقلا عن صحيفة الأهرام

 

زر الذهاب إلى الأعلى