
مرسي عطا الله يكتب: عندما تسقط الأقنعة!
ما أعجب أولئك الذين يرددون كلمة الديمقراطية كالببغاوات، ولا يفهمون شيئا عن معناها ولا محتواها، بدليل أن بعضهم خرج علينا بدعوات المقاطعة للانتخابات والادعاء بأن المقاطعة سلوك ديمقراطي.. وهنا يكون السؤال الضرورى هو ما هى الانتخابات وما أهميتها فى الممارسة الديمقراطية؟.
والجواب دون انزلاق إلى ساحات الجدل هو: إن الانتخابات أحد أهم أدوات الممارسة الديمقراطية بالنسبة للرأى العام الذى يعتبرها حقا مقدسا له فى اختيار الحكام وتغييرهم.. بل إن الانتخابات لا توفر حق الاختيار فقط، وإنما توفر للناخب الحق فى إبطال صوته، وذلك هو ما كان يعنيه الرئيس السيسى بأن المهم هو المشاركة حتى لو قلت «لا».. فالديمقراطية تطبيق على أوراق التصويت وليس مجرد جعجعة عبر الشاشات!
وكل الدول المتقدمة والمشهود لها ببناء نظم ديمقراطية سليمة تولى الانتخابات أهمية قصوي.
ومعنى ذلك أن أية دعوات للمقاطعة وعدم الذهاب إلى الانتخابات تحت أى مسمى تمثل شذوذا على الأسس الديمقراطية المتعارف عليها عالميا، بل إنها تمثل فى الظروف الاستثنائية مثل تلك الظروف التى تعيشها مصر نذالة وخسة تعكس الغياب الفاضح للإيمان بالوطن، وضرورات الاحتشاد من أجل حمايته من كل المخاطر.
وظنى أن الشعب المصرى بعد التجربة المريرة للسنوات العجاف يدرك تماما أن القائلين بالمقاطعة هم ذاتهم الذين ضللوا الرأى العام واختصروا الديمقراطية فى رايات ملونة وهتافات تدغدغ المشاعر لهدم الاستقرار وصنع الفوضى بعد تغطية الحقائق بأستار من الأكاذيب.. وسوف يكون الخروج الكبير للانتخابات فرصة لإزاحته الأقنعة عن وجوه كل دعاة المقاطعة وضرب كل محاولات البلبلة الفكرية والمعنوية.
وعندما تسقط الأقنعة فإن دعاة المقاطعة سوف يذهبون إلى النسيان الذى ينتظرهم وهذا فى اعتقادى أقسى عقاب وأعدل جزاء!