نون والقلم

شيماء محمد تكتب: الابتسامة خُدعة

لطالما كانت الابتسامة مفتاح القلوب، ولكن احذر فلا يمكنك دائماً أن تفتح لكل طارق على الأبواب. فربما لا يحسن السكنى أو يمتلك ماَرب أخرى، فالبعض قد يطرق الأبواب ليس بغرض سكن القلب وإعماره بالحب والأمان وربما لا يشعر بإسكانه لقلبك بالعرفان والامتنان.

قد يعتريك الفضول كيف تتحكم بنا القلوب؛ لأن في أغلبية الأحوال ما يتحكم بالإنسان هي عاطفته ومقرها ومستوطنها الدائم محله القلب فمتى أراد أحدهم الغزو فكل ما عليه فقط أن يقوم باستغلال العاطفة ومن ثم الدخول إلى المقر ليُنصب نفسه حاكماً متوجاً ويبدأ في استمالة العقل بدوره فيتم التحكم بك وجعلك أداة لتحقيق أغراضه فيما بعد.

فكم منا قد تم سلب ممتلكاته بالابتسام وكم منا قد خسر حياته في مقابلها وكان يظن أنه يحسن صنعاً. فالابتسامة الخادعة هي ما ترسم على وجوه غير وجوهها وتزيف حقائق لم تكن مسطورة لها. فكم من أطفال ضلوا الطريق بسبب حلوى من غريب وكم منا فقد في دربه الرفيق وأنتهى أمره كمنتحر أو غريق؛ لذا علينا أن لا نستسلم ونتعلم كيفية التغلب على أفتك الأسلحة وربما إنشاء خطوط دفاع مضادة لها، وأن لا ننخدع بالإنسان فهو ليس بكتاب ذو عنوان وليس بالمظهر واللسان المعسول ونظرة حانية وابتسامة لا تحمل ما بين طياتها لك سوى المجهول.

منذ نعومة أظافرنا وقد تعلمنا أن نتوخى الحذر من الغريب وكبرنا وتطور لدينا الحذر من القريب قبل الغريب إلى أن أصبحنا نخاف ممن يدعى نفسه بصديق من هو قام بطعنك وكان سبب ضياعك في الطريق وربما كان حبيب تسبب في فطور قلبك ووئد به حب وليد.

حان الوقت لتتضافر الجهود وتتجدد العهود ما بين عقل حكيم وقلب الخير به منشود. فيدا بيد معاً ومع إيقاف الصراعات ما بينهم منذ قديم الأزل، قد ينجوا بهم الإنسان ويخطوا دائماً إلى بر الأمان. لأن دون العقل أصبحت الغرائز هي ما تحرك الإنسان. وعند غياب القلب أصبح اَلة دون روح قد يصيبها العطب والصدأ فلا يسعد ولا يحيا كإنسان. لذا معاً إذا ما خفق أحدهم شد من أزره الاَخر.

فالعاطفة يجب دوماً وضعها في الحسبان ولكن لا يجب إعطائها الحق في سلبك الأمان وكما يقال: «لا تنخدع بالابتسامة.. قد تحتويك.. وقد تسجنك.. وقد تقتلك.

فالابتسامة خُدعة».

 

t   F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

زر الذهاب إلى الأعلى