
حسين حلمي يكتب: وهم ألقاب التحكيم الدولي
في الآونة الأخيرة، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي إعلانات تروج لبعض المراكز التي تزعم إصدار بطاقات تعريف تحت مسمى «مستشار تحكيم دول»، دون الإشارة إلى أي جهة رسمية تدعم تلك المراكز.
المقلق في الأمر هو غياب أي بيان تحذيري من الجهات المسؤولة يوضح أن هذه المراكز لا ترتبط بأي هيئة رسمية، خاصة وأن لقب «مستشار تحكيم» مرتبط بشروط محددة مُدرجة ضمن جدول المحكمين في وزارة العدل، الذي يتطلب معايير صارمة للحصول على مثل هذه البطاقات.
الإعلانات الحالية تبدو أنها مجرد وسيلة لجمع الأموال من الشباب الذين يبحثون عن أمل للخروج من دائرة البطالة، بينما تلك البطاقات لا تحمل أي قيمة مهنية أو علمية حقيقية، ولا تفتح أبواب عمل فعلية.
ما يجعل الوضع أكثر خطورة هو استغلال أصحاب هذه الإعلانات لحالة القصور العلمي أو المهني لدى البعض، وتقديم هذه البطاقات الفخرية كهبة زائفة. من الضروري تسليط الضوء على حقيقة وقيمة هذه البطاقات في ظل غياب تشريعات تمنع استخدام ألقاب غير مستحقة في الحياة العامة بهدف تحقيق مكانة اجتماعية أعلى من الواقع.
بالفعل، الألقاب في مجتمعنا غالبًا ما تكون وهمية وغير مدعومة بمؤهلات حقيقية، على عكس ما يحدث في الدول المتقدمة حيث تخضع الألقاب لمعايير علمية دقيقة تصدر عن جهات رسمية مختصة.