نون والقلم

حسين حلمي يكتب: مصر وموقفها أمام تحديات العصر

جبران خليل جبران، أحد أبرز شعراء المهجر، أسس مدرسة أدبية وشعرية مميزة خارج إطار الوطن العربي. كان من أوائل الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية في مطلع القرن الماضي وترك بصمة عميقة من خلال أعماله الأدبية.

 من أشهر كتبه «النبي»، الذي يُعد أحد أكثر الكتب مبيعًا عالميًا بعد أعمال شكسبير. ومن بين إرثه الأدبي قصيدة كتبها عن مصر تتألف من اثني عشر بيتًا، تحمل في كلماتها روحًا تنبؤية تناسب واقع اليوم.

يقول فيها بأسلوب سلس وموجز:

«يا رجاء الوطن وضياء الأعين 

إن يك البدر استوى فوق عرش فكن 

مصر جاءت وبها بالولاء البين 

إنها نهواه في سرها والعلن 

غفر الله به سيئات الزمن 

ونفى عنها به طارئات المحن»

في هذه الكلمات يلخص جبران رؤيته لمصر ومكانتها الراسخة، وكأنها تعكس أحداث الزمن الراهن. وقد ترك مقولة أخرى خالدة: «الحق يحتاج إلى رجلين: رجل ينطق به ورجل يفهمه».

وبالنظر إلى واقع اليوم، يبدو أن البعض قد يجد صعوبة في فهم الحق لأنه تعلم فقط كيفية معارضته.

أما فيما يخص الموقف المصري الراهن بشأن تهجير أهالي غزة، فقد عبر هذا الموقف بوضوح عن رفضه للامتثال لمخططات القوى التي تسعى لتسيير العالم لمصالحها الخاصة. علينا أن نستوعب ذلك دون التسرع في الجدال أو التفكك الداخلي.

 فالاختلاف لا مكان له في مواجهة قضايا سيادية كهذه، سواء تعلق الأمر بالتراجع عن الدفاع عن هذه المواقف أو طرح خطط بديلة تتناسب مع أجندات دولية، أو حتى الانصياع لما يُعرف بـ«صفقة القرن».

التحدي اليوم هو أن نقف صفًا واحدًا أمام هذه الضغوط، متجنبين إغراءات المصالح الفردية التي يسعى إليها البعض طمعًا في عقود إعادة الإعمار بغزة، سواء لخدمة شعبها أو لخدمة مخططات أوسع نطاقًا.

الهدف الأساسي يجب أن يظل حماية السيادة والتضامن دون القبول بما يعود علينا بالضرر طويل المدى.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى