
حسين حلمي يكتب: الحياة بين التناقضات والفهم المفقود
تذكرت بعض الكلمات من أغنية لسيد درويش التي تقول «بتلوم عليا إزاي يا سيدنا، قول لي عن أشياء تفيدني وبعدها بقى لوم عليا». نعم، قبل اللوم يجب الفهم أولاً.
من المهم أن نفهم الحياة التي نعيشها وما فيها من تناقضات، ولا نجد أحدًا يفسر لنا هذا التناقض الذي نشاهده في المواقف والتصرفات التي تستفز المشاعر وتزيد الأحقاد بين أهل البلد الواحد.
هذا يحدث بينما يشاهدون فئة جديدة تتسابق بشكل محموم للحصول على كل شيء، يلبسون الماركات العالمية ويركبون أفضل السيارات. المدهش أن هناك بعض الأشخاص الذين ينكرون علينا أسباب ما نحن فيه، ويطلبون منا قبول الواقع بأقوال غير مفهومة ويطالبوننا بالسكوت.
وإذا تكلمنا، كان اللوم علينا. طالت التناقضات كل شيء من العادات والأخلاق والدين حتى أصبحت الفضيلة شيئاً غريباً، والرذيلة حرية شخصية، والفسق ترفاً.
من ينظر إلى الواقع يرى أنه ينجذب إلى هذه التناقضات حتى أصبحت هي الحياة بالنسبة له وعليه أن يعيشها دون حراك أو تساؤل عن مصدر الثروات المفاجئة التي يستفزون بها الناس، حيث يشترون أشياء لا قيمة لها بآلاف الجنيهات.
لم تعد هناك قيمة لأي شيء لديهم لأنهم يستطيعون شراء كل شيء، فلا يجوز لوم أحد إذا انشغل عن سبب هذا التناقض.