نون والقلم

السيد زهره يكتب: أركان إدارة أوباما .. يعودون بلا خجل

ثلاثون من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية السابقة، إدارة أوباما، خرجوا عن صمتهم الطويل، وأصدروا قبل يومين بيانا عن اليمن وموقف أمريكا.

في البيان، يوجهون انتقادات حادة لإدارة ترامب بسبب دعمها للسعودية والتحالف العربي في اليمن، ويطالبون بوقف هذا الدعم نهائيا وفورا، كما يطالبون بممارسة الضغوط الأمريكية من أجل وقف فوري لإطلاق النار والدخول في مفاوضات سياسية.

أركان إدارة أوباما هؤلاء يقولون في بداية بيانهم: اننا لا نتطرق الى هذه القضية كمتفرجين، ولكن نكتب على اعتبار أننا كنا صناع سياسة، ودبلوماسيين، ومسؤولي مخابرات وآخرين، عملنا على هذه القضايا في الإدارة السابقة بشكل مباشر أو غير مباشر».

هم يريدون أن يقولوا هنا إنهم أهل ثقة وخبرة، ويجب الأخذ برأيهم فورا.

بالطبع، لم يستطيعوا في بيانهم ان يتجاهلوا حقيقة ان إدارة أوباما سبق أن قدمت الدعم للسعودية ودول التحالف في حرب اليمن، وأن ترامب لم يفعل في الحقيقة سوى أن واصل نفس السياسة. لكنهم يزعمون في بيانهم ان الدعم الذي قدمته ادارة اوباما كان مشروطا، وأحد شروطه الأساسية ان يكون هذا الدعم حافزا للتوصل الى حل سريع للأزمة في اليمن. وما يقولونه ليس صحيحا.

من المفهوم ان هؤلاء لم يكتبوا هذا البيان من منطلق أي حرص على اليمن والشعب اليمني كما يزعمون، فهذا أمر لا يعنيهم في شيء. كل ما يهمهم هو الهجوم على إدارة ترامب، ويستغلون الحرب في اليمن لهذا الغرض.

ومن المفهوم أيضا ان الذي شجعهم على العودة ورفع أصواتهم على هذا النحو هو نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة وما أسفرت عنه من سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب. هم يعتبرون ان المرحلة القادمة هي مرحلة الهجوم على ترامب وإدارته ويعتقدون أنها أصبحت في موقف ضعف وهي فرصة يجب استغلالها إلى أقصى حد.

بعبارة أخرى، دوافعهم من كتابة البيان هي دوافع انتهازية منفعية بحتة لا علاقة لها بأيّ موقف مبدئي او أي حرص على الضحايا في اليمن كما يقولون.

حقيقة الأمر أن هؤلاء يجب أن يخجلوا من أنفسهم، ليس فقط لانتهازيتهم، ولكن لسبب أهم آخر.

هؤلاء، وعلى رأسهم بالطبع رئيسهم السابق أوباما، يتحملون مسؤولية أساسية عن وصول الأوضاع في اليمن الى ما وصلت اليه.

نعني تحديدا أنهم يتحملون مسؤولية أساسية عن اطلاق العنان للنظام الإيراني وإرهابه في المنطقة عموما، وعن تمكينه من تقديم الدعم لكل عملائه الإرهابيين في المنطقة، وفي مقدمتهم المتمردون الإرهابيون الحوثيون.

بات معروفا للكل، الى أي حد تواطأت إدارة أوباما مع النظام الإيراني، وغضّت النظر عن ارهابه هو والقوى العميلة، وأطلقت له العنان لتنفيذ مشروعه الطائفي التوسعي في المنطقة.

وهؤلاء الذين أصدروا البيان الأخير من اركان إدارة أوباما، كان أغلبهم أشبه بمتحدثين رسميين للنظام الايراني ومدافعين عنه ومروجين لمشروعه. وكانوا في نفس الوقت يعملون على تشويه صورة السعودية وكل دول الخليج العربية ليقدموا مبررات للإرهاب الايراني.

نريد أن نقول انه لو كانت إدارة أوباما قد اتخذت موقفا حازما من النظام الإرهابي الايراني ومن عملائه مثلما تفعل إدارة ترامب اليوم، ولو كانت قد أظهرت عزما على ردعه، لما كان قد تمادى في اليمن وغيره، ولربما ما كانت الأوضاع في اليمن قد وصلت الى ما وصلت اليه.

والأمر إذن باختصار ان اركان إدارة أوباما هؤلاء هم آخر من يحق له ان يتحدث في هذه القضية، ويجب ان يخجلوا من انفسهم كما ذكرنا، وان يصمتوا على الأقل.

نقلا عن صحيفة أخبار الخليج البحرينية 

زر الذهاب إلى الأعلى